جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الشمولية والتحركات الشعبية

الشمولية والتحركات الشعبية

حجم الخط

 


محمد البدر ||

طالما كانت (الشمولية) هي التشابه الأكبر بين الحركات الثورية وأغلب الحركات الثورية والشعاراتية تبدأ رومانسية جميلة وما إن تستحكم وتشتد وتمسك الحكم أو لا تمسك في الحالتين هي تُظهر تلك الشمولية وتطبقها.
الشمولية هي أن يختصر طرف ما كل جوانب الحياة بنظرته هو ويلغي كل الآراء الأخرى إلا رأيه هو، تتدخل الشمولية لتحديد كل المفاهيم مثل السياسة والفن والأدب والعلوم والرياضة وافكار الناس وكل شيء.
كل هذا يجب أن يطابق فكر هذه الجهة أو لا هو متهم ومريب.
الشمولي هو من يمنح الأشياء توصيفها وما على الناس إلا تصديق وترديد هذا التوصيف والدفاع عنه.
هذا خائن، إياك أن تناقش.
هذا عميل، إياك أن تناقش.
هذا قاتل، إياك أن تناقش.
تتصف الحركات الشمولية بالقدرة الفضيعة على التنكيل بالآخر المختلف، تنكيل مادي ومعنوي وفقط تنتظر الفرصة لتنقض غير مراعية لأي اعتبار أو رادع أخلاقي أو إنساني أو قانوني.
فهي بطبيعتها الشمولية التي تمنح نفسها حق توصيف الأشياء وتقرير المفاهيم هي من تحدد ماهو الأخلاقي وماهو الغير اخلاقي.
تمتاز الشمولية كذلك بالسفسطة بمعنى هي قادرة على تبرير ما ترتكبه هي ورفض ما يرتكبه الآخر حتى لوكان نفس الفعل.
الشمولية كذلك غير وفية لمبادئها وشعاراتها وهي أول من يخالف تلك المبادىء والشعارات.
فقط تخيل إن إسم كوريا الشمالية الرسمي هو (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية).
ويحصل أن يصادفك داعياً لدولة مدنية وهو يبرر تعليق طفل في شارع، أو إهانة رجل كبير العمر ويعتبر ذلك حق وإياك أن تعترض.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال