جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 



أمل هاني الياسري

أعتدتُ أنْ أراها في زمن لا يعرف إلا الاعتقالات، فقد كانوا دائماً ما يشنون عليها حرباً حتى في خواطرها.
لم يكن بيتها المسكون بأساطير الحب والصبر، سوى وجع صنع الأفراح لأبناء القرية، ورغم أن كتاباتها كانت نوعاً من العلاج، ساعدتهم على الانتقام من الذين يرغبون في تنغيص حياتهم وجعلها مستحيلة، إلا أن سخريتها المعهودة في الصباح كفيلة بإحداث التغيير، فكلاب السلطة كانوا مدربين جيداً، لكنها تداهمهم بالموت بلا رتوش.
هي ترفض الصمت عن الواقع الفاسد بكل مفاصله، ومع أنه لا وجود للإنسانية في محيطها حيث يتعامل بالسلاح وكأنه لعبة، إلا أنها وزعت بضاعتها من العزيمة والحكمة؛ لتعلمهم أن مَنْ يريد إيذاءهم سيكون مصيره الزوال لا محالة.
أخرجتْ كتبها الصفراء لتنال شرعيتها من طين بلدها المقدس، الذي لا يعرف حدوداً لعطائه، لتقول لشباب قريتها: لن تمزقني الدياجير المظلمة، أذكركم بأن الدمعة ممنوعة، وشدة الوجع تكفينا لنصنع غدنا المشرق.
أعلم أن هذا البيت لا يعمل بكامل قوته، لكني مؤمنة بأن الأسد سيزأر دائماً والى جانبه لبوة نبيلة، ولن يلتهم صغاره، فأنتم قلوب تكره الحرب.
أنشدوا للسلام.. للتسامح… للإنسانية.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال