سامي جواد كاظم ||
دائما وللاسف الشديد تظهر العاطفة على اغلب الشيعة عندما يقراون او يسمعون كلمة او عبارة رنانة تمتدح الشيعة فعندما يطالعون كتابا معينا ويقراون الصلوات على محمد واله او عليه السلام او مظلومية إمام، تظهر علامات السرور والرضا عن الكتاب والكاتب ، وهذا الاسلوب يستخدمه المدلسون لاستدراج القارئ الكريم في التعاطف مع فكرة الكتاب .
حقيقة اقرا الكتب عن الشيعة ليس لاعجابي بها بل لمعرفة تفكير الاخر حول الشيعة ، وكتاب ( سطوع نجم الشيعة ) تاليف جرهارد كونسلمان ترجمة محمد ابو رحمة اقتنيته لمعرفة الجديد عن الشيعة ، وحقيقة تنبات بحيثيات الكتاب من غلافه عندما قرات مكتبة مدبولي وجاء تنباي في محله، ولا اعلم هل الكاتب بهذه الدرجة من الجهل والتدليس ام الترجمة نسبت ما لا يصح ام ان الناشر تلاعب بالكلمات، فمثلا في الكتاب فصل عن الامام الرضا تصفه بسعيه لان يكون خليفة وضمن هذا الموضوع المحرف يضمنه عبارات غاية في الخبث مثلا يقول الكاتب ام المترجم ام الناشر الله العالم يقول ” وكان ان اعتقد الامام الثامن ان الفرصة قد واتته ” يقصد بالفرصة صراع الامين مع المامون اي ان الامام ينتظر هذا الصراع حتى يصبح خليفة ، لاحظوا التدليس.
تدليس اخر يقول ” فبدا علي الرضا رحلته الطويلة من مكة الى بلاد الرافدين وكثيرا ماقامت سلالة النبي بهذه الرحلة خلال الصحراء املة في الوصول الى السلطة …..وكانت هذه الرحلات تنتهي بالهزيمة” ، لاحظوا انه يقول رحلة ولايقول استدعاء رغما عنه وليس من مكة بل من المدينة وليس الى بلاد الرافدين بل الى طوس وهذا يظهر ضحالة المعلومات التاريخية لهذا الكاتب ، ويقول كثيرا ما قامت سلالة النبي بهذه الرحلات للوصول الى السلطة بينما هي استدعاءات تنتهي في اغلب الاحيان بالسجن والقتل بالسم ، ويكمل دسائسه الكاتب ليقول تنتهي بالهزيمة ، وهو يعلم وبخبث ام لا يعلم ويجهل ان الامام الرضا رفض رفضا قاطعا ولاية العهد ورضخ لها بالتهديد الا انها بشروطه ولا علاقة له في ادارة الدولة فان كان يبغي السلطة فولاية العهد تسمح له لتنفيذ مخططاته فلماذا رفضها ؟، وهو يقول ان محاولة المامون ربط الامام بالقرار السياسي واتهامهم بانهم يريدون الخلافة ، عجبا على الكاتب بداية يقول يسعى الائمة للخلافة والان يقول جرهم للسياسة ، ومن ثم يستخدم عبارة غير طاهرين اي ان الائمة يعتبرون الخليفة وقصره غير طاهرين ولا يجوز الجلوس معهم في قصورهم بينما كتب التاريخ تذكر الكثير من زيارات الائمة للخلفاء في قصورهم ابتداء من معاوية الذي كان قمة في الفسق والفجور هو واتباعه فقد جلس معهم الامام الحسن عليه السلام وناظرهم بل فضحهم في اعمالهم واصولهم .مرورا بالامام الباقر والصادق وحتى الامام الهادي عليهم السلام
ويقول عندما نصب المامون الرضا خليفة من بعده ان هذا الاعلان جاء بالاتفاق مع الامام الرضا ، اي اتفاق هذا ويشرط الامام على المامون انه لا يشترك لا بقضاء ولا بتعيين ولا بعزل ولا بقرار ، فهل هذا يعقله عاقل .
يقول ان الامام الرضا وقع ضحية المامون وانه صمم على اعادة مجد سلالة علي بالاستحواذ على الخلافة ، ويصر الكاتب على ان الرضا اخذ شعبيته في بغداد عاصمة الخلافة ويستنكف او يجهل ان عاصمة المامون كانت طوس وكان الامام الرضا فيها وفيها استشهد .
يقول ان الامام السجاد كان عمره اربع سنوات عند استشهاد ابيه الحسين عليه السلام ” لاحظوا الجهل في التاريخ ولكن كتابه لم تكن غايته الجهل بل توظيف معلومات واستنتاجات تنال من الشيعة ولكنه فشل فشلا ذريعا لانه في مواضيع اخرى يقر بمظلومية الائمة واغتيالهم بالسم .
ويقول ان الخليفة الثاني عمر مات مسموما بعد ان دس له السم في العشاء وقد قام بهذا العمل اهل الخليفة ، هكذا كاتب يخوض في موضوع خطير خلطه بين جهله بالتاريخ الاسلامي وتلميع الدسائس السياسية ابان الثورة الايرانية انه يحاول اظهار ضعف الشيعة وليس سطوع نجم الشيعة .
في الكتاب مغالطات ودسائس كثيرة لا يمكن التعرض لها في مقال وما ذكرته قطرة من نهر