جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الصراع الحقيقي في المجتمع العراقي

الصراع الحقيقي في المجتمع العراقي

حجم الخط

 


اياد رضا حسين||

تعقيبا على التعليقات الكثيرة التي وردت على صفحات الفيسبوك حول موضوع الاقاليم وتقسيم العراق الى اقاليم سنية وشيعية واقليم كردي قائم ، الى غير ذلك ، وقول احدهم ان من سوء حظ هذا البلد ان يرتقي فيه الفاشلون اعلى المناصب ، فيما يبقى الأكفاء مهمشون ،،، وقد علقت على هذا الموضوع بمايلي :
ان الاصطفاف او الصراع الطائفي ماهو الا صراع طارئ ، وهو يتصاعد ويحصل في العراق عندما تسقط الانظمة وليست الانقلابات العسكرية ،،، ويكون ذلك ، اما بسبب اهتزاز المعادلة التقليدية في الحكم ، كما حصل بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ ، او انقلاب هذه المعادلة كما حدث بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ ، ولكن يبقى هذا الاصطفاف بشكل وقتي ومتفاوت بين المجتمعات ودرجة وعيها وثقافتها ويزول تدريجيا ، اما استمراره فهو بسبب الاعيب الساسة الفاشلين في محاولة منهم لاستقطاب الجماهير لصالحهم من خلال هذا الاصطفاف ، اما الصراع الحقيقي والمحوري في المجتع العراقي فهو (صراع قيم البداوة وقيم الحضارة) (نظرية العلامة الوردي).
اما الحديث عن اقليم سني او اقليم شيعي فهذا محض هراء ، وهو ليس بحل للمشكلة والمأساة العراقية وانما قد يعقد المشهد اكثر ويزيد في عمق المشكله ويصعد من الصراع الحقيقي الموجود بين المتحضرين وبين اهل العصبيات من حاملي قيم البداوة والتعرب في الاقليم الواحد.
فعلى سبيل المثال ، نحن هنا في بغداد عشنا عشرات السنين بصورة طبيعية وعلاقات اخوية تسودها المحبة والاحترام ، ولم نعرف في حياتنا او عانينا من صراع طائفي شيعي وسني او صراع ديني او عرقي مع المكونات الاخرى على مستوى المجتمع ، ولكن عانينا وقاسينا من صراع قيم الحضارة وقيم البداوة ، اي من الضغط الاجتماعي ، الا وهو ضغط الاعراب وعنفهم ومشاكلهم ونظرتهم العدائية للمجتمعات المتحضرة.
وهنا نشير الى ملاحظة مهمة يجب معرفتها ، وهو اننا لانقصد سكنة النواحي والقرى والارياف والبوادي والقفار البعيدين عن هذا الصراع ، وانما نقصد في الحقيقة ساكني المراكز الحضارية كالعاصمة ومراكز المدن.
ان هذه الظاهرة اخذت تتصاعد وتزداد اتساعا بعد انقلاب تموز ١٩٦٨ وسيطرة جناح الاعراب في حزب البعث على مقاليد السلطة بقيادة صدام ، اما بعد السقوط فكانت هي الكارثة والمصيبة بعينها ،،، واذا كان موضوع الاقاليم لابد منه فمن المستحسن ان لا يكون على اساس طائفي او عرقي ، وانما على اساس الصراع الحقيقي الذي اشرنا اليه .
ان هذا الخراب وهذا الانهيار الذي حل بالعراق ، فقد تأكد ومن خلال الاحداث والتطورات ، وما يحصل على ارض الواقع ، هو ليس له علاقة بالأنتماء الطائفي او العنوان الحزبي للهيئة الحاكمة ، وانما له علاقة اساسية وعضوية بالانتماء والخلفية الاجتماعية والطبقية لهذه الهيئة على الاعم الاغلب ، وهذا ما بات واضحا من خلال اي مقارنة بين العصور الذهبية للدولة العراقية منذ الاستقلال وحتى انقلاب تموز عام ١٩٦٨ ((ولو بشكل نسبي)) ، وبين ما تلى ذلك من عهود الخراب والدمار والحروب وسفك الدماء وتبديد الاموال والسرقة والاختلاس ،،، بعد هذا التاريخ والى يومنا هذا عندما دخل هؤلاء على خط السياسة والدولة والحكم .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال