جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف التيار الصدري..ورئاسة مجلس الوزراء

التيار الصدري..ورئاسة مجلس الوزراء

حجم الخط

 


عامر جاسم العيداني ||

اعلن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان رئاسة مجلس الوزراء ستكون من نصيب تياره في تغريدة له حيث قال ، فإن وجدت ان الانتخابات ستسفر عن اغلبية(صدرية) في مجلس النواب وانهم سيحصلون على رئاسة الوزراء ، سأقرر خوضكم للانتخابات .
واشترط الزعيم الصدر ان قرار خوض الانتخابات سوف يكون من خلال التأييد الواسع بتظاهرات حاشدة وباعداد كبيرة وفي موعد محدد ومنظم في بغداد وبقية المحافظات .
وتوالت التغريدات على صفحة الحاج صالح محمد العراقي ، وأولها اقترح احد انصار التيار ان يكون شعار التظاهرات ، (عاش عاش الصدر – مقتدى صاكرهم صكر) وتم تأييد هذا الشعار في احدى تغريدات ( الحاج صالح محمد العراقي ) .
واخرى حث الصدر انصاره على تحديث بياناتهم لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وطلب منهم تشجيع بقية العراقيين للمشاركة الواسعة في الانتخابات وتحديث بياناتهم من اجل إزاحة الفاسدين موجها حديثه الى النخب المثقفة وطلبة العلم على توعيتهم وتوجيههم من اجل القيام بذلك باسرع وقت .
وكان توقيت التظاهرات يوم الجمعة بتاريخ ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٠ ، وخرج عشرات الالاف في بغداد بساحة التحرير واقيمت صلاة الجمعة فيها ، وامتدت التظاهرات الواسعة في بقية المحافظات من قبل التيار الصدري ومؤيديه ، ولكن مع الاسف حصلت صدامات في مدينة الناصرية بين انصار التيار الصدري ومتظاهري تشرين المعتصمين في ساحة الحبوبي حيث تم حرق الخيم واستخدام وسائل العنف مما أدى الى مقتل (٦) من المتظاهرين ، وكان رد الفعل هو حرق مقر التيار الصدري .
وعلى اثر ذلك غرد احد انصار التيار بقوله عصابات ساحة الحبوبي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ، فأجاب الحاج صالح محمد العراقي ، ( الحمد لله رب العالمين ، والآن ايها الشجعان استمروا في التنظيف لارجاع الحياة الطبيعية وارجاع هيبة الدولة ) ، وهذه التغريدة تعتبر إذنا باستخدام العنف ضد متظاهري تشرين ومنعهم من التجمع ونصب خيمهم .
وكان هناك توجيه للسيد الصدر بخصوص ماحصل في الناصرية من احداث وجاء فيه ، بالأمس اثبت عشاق ال الصدر انضباطهم وتنظيمهم الدقيق وبالشروط الصحية الحضارية ، متهما (الجوكرية) في الناصرية الفيحاء أبوا إلا التعامل مع الوضع وفق اجندات خارجية مشبوهة أدت الى تفاقم الوضع ، مشيدا برجالات الناصرية الفيحاء الذين أبوا إلا ان ترجع محافظتهم لأهلها ولرونقها.
ان استعجال التيار الصدري باظهار حجم وجودهم واستعراض قوتهم ومحاولاتهم السيطرة على ساحة التظاهر واستخدام العنف في الناصرية بإزاحة متظاهري تشرين من ساحة الحبوبي وحرق خيمهم والتهديد باستخدام القوة في استرجاع هيبة الدولة في حال عدم قدرة الحكومة في التعامل مع ما يسمون (بالجوكرية ) ، قبل فترة طويلة من موعد الانتخابات اعطى صورة غير مقبولة لدى الكثير من أبناء الشعب بشكل عام وأعادت الى اذهانهم صور الاحداث ما قبل صولة الفرسان في البصرة التي تم بها استهداف ابناء التيار الصدري حيث كانت الساحة لهم نظرا لقوتهم بوحدتهم حيث بسطوا سلطتهم على البصرة .
ومن جانب اخر أرسلت هذه التظاهرات رسالة الى بقية القوى السياسية المشاركة معهم في السلطة بأن ليس لهم مكان في الحكومة القادمة او تقليص دورهم بالحد الأدنى ، وهذا الأمر سوف يحفزهم على عقد تحالفات واسعة لخوض الانتخابات للحصول على اكبر عدد من المقاعد ليكونوا الكتلة النيابية الأكبر ليشكلوا الحكومة القادمة ، معولين على الجمهور الذي أبدى تخوفه من تسلط التيار على الحكم واستمالته باتجاههم للمشاركة الواسعة بالانتخابات والفوز بعدد المقاعد التي تؤهلهم لتشكيل الحكومة القادمة ، ومن المحتمل ان تكون دولة القانون في مقدمة تلك القوى وتعود بقيادة نوري المالكي الذي خاض صولة الفرسان مع التيار الصدري عام ٢٠٠٨ في تشكيل هذا الائتلاف لاعتقادهم انه الوحيد القادر على مواجهة التيار ، حيث نلاحظ تزايد نشاطه الاعلامي في الفترة الاخيرة وكثرة تصريحاته رغم ان السيد الصدر قال في لقاء له مع احمد ملا طلال بالحرف الواحد ان المالكي وصل إلى حد اليأس في الحصول على رئاسة الوزراء مرة أخرى ولم يبقِ له اي صاحب او صديق .
ان الخطاب الشديد والمبطن بالعنف يشكل حالة من الخوف لدى المجتمع العراقي ، بدل الاعلان عن برنامج عمل للحكومة القادمة التي يرغب التيار في استيزارها لاقناع الشعب العراقي بان تياره يعمل من اجل بناء البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومحاسبة الفاسدين واعادة الاموال المنهوبة ، ويتطلب من التيار اظهار قياداته المعول عليهم في تبوء مقاعد الحكومة وبدء حوارهم مع فئات المجتمع المختلفة لبيان وتوضيح برنامجهم الحكومي لغرض اعطاء صورة اطمئنان له وباستخدام كافة وسائل الاعلام ليشمل شرائح مجتمعية واسعة ، بدلا من استخدام التظاهرات لاظهار حجم وقوة التيار التي لا توضح اهدافه الحقيقية سوى الكثرة العددية .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال