جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عطش الكرامة ؛ لن نقاتل امريكا !

عطش الكرامة ؛ لن نقاتل امريكا !

حجم الخط

 


جعفر الداجي ||

بالرغم من وجود الكثير من الشواهد القرآنية والحوادث التأريخية في تخليد طريق العزة والكرامة إلا أن الكثير من الأنفس التي تخرج من مجتمعات الذلة والخنوع ترى في طريق العزة والمقاومة حالة شاذة !!
ويتطبع على هذا الانطباع الشاذ ليحل محل الفطرة السوية فيراها هي الحالة السائدة وان العزة والكرامة هي لأناس محدودون .
لنرجع بالذاكرة الى زمان النبي موسى (عليه السلام)
وهذه حالة عاشها بنو اسرائيل في مصر حتى ما أن عرضت عليهم العزة والكرامة والرفعة وبأن يكونوا رجالا لهم موقعهم واسمهم في الأرض أستحقروا هذه النتيجة ورأوها هي الحالة الشاذة وأن ماهم عليه هي الحالة التي يجب ان تكون وتبقى ، حالة تشابة تماما أناس في العراق والخليج وبلدان اخرى
لذا وصلت حالة بني اسرائيل من رفاهية العيش بعد الذل إلى ان يجدوا في القتال في سبيل الله لأجل عزتهم وتمكينهم في الأرض واستخلافهم على الأرض المقدسة ضربا من الجنون ومستحيل ان يتحركوا حباً للحياة الدنيا حتى ولو كانت حياتهم الدنيا متدنية ودنيئة ومنزوعة الكرامة والعزة .
بعد أن قال لهم موسى أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ، ثم حذرهم من التخاذل والهروب ونتيجة ذلك ، لم يأبهوا لهذا التحذير ولم يأخذوه مأخذا جديا بل تحاذقوا على موسى وقالوا له ( إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) لا مشكلة في طلبك من أن ندخلها ومستعدون لذلك ولكن هناك معضلة تواجهنا ونريد منك ومن ربك ان تحلوها لنا كما تعودنا.
قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين !! وكأن موسى ورب موسى لم يكن يعلمان بهذا الأمر من قبل ما يأمرهم الله بالتحرك والدخول الى الأرض المقدسة ولو كان يعلم ان فيها قوما جبارين ما طلب منهم هذا الطلب ، وهذا بحد ذاته شرك بالله من جانب إستنقاص حكمة الحكيم وعلم العليم والذي عندما أمرهم بهذا الأمر لم يدرك بخطورة الأمر الذي أدركوه هم.
زادت وقاحتهم بعد الرفض القطعي (لن ندخلها ابدا ) بالتخاطب الأستعلائي الذي يدل على دنو نفسياتهم بقولهم لموسى مادمت انت تريد القتال فتحرك قاتل ودعنا ننظر قوتك كيف ستصبر وتنتصر على هؤلاء القوم الجبارين وخذ معك ربك ولن تنتصروا عليهم فنحن اصحاب الفكر الاستراتيجي والتخطيط العسكري فنرى هؤلاء اشد قوة ولن ينهزمون وهذا لسان حال المنافقين في العراق والذين يجدون في أمريكا القوم الجبارين معهم النووي ومعهم الطائرات والقنابل والبارجات ووو…..!
فأسكتوا منهم ولا تصرخوا بالموت لأمريكا ولا تعادوها واخضعوا لها فلن ينتصر احد ولا تكثروا أطروحات الله معنا فلو تحركتم ضد امريكا انتم وربكم فلن تنتصروا فلا تكسروا رؤوسنا بقال الله قال الله وكلمونا بعقل ومنطق !! يرون العقل والمنطق في ان يطأطأ الحق راسه امام الباطل ويخضع له ويتحول الى باطل أدنى من الباطل نفسه .
اما اننا نتحرك وننفق ونحرك المجتمع وننفخ فيه روح الحياة فهذا امر من المستحيلات ما دامت امريكا العدوة ، وكأن لسان حالهم يقول لو كانوا قوما آخرين غير الجبارين او غير امريكا أضعف منا أقل منا عددا وعدة فسنقاتلهم ففيها قوما جبارين (ونريد ان يكون فيها اطفالا ونساء فقط ) أما القوم الجبارين هؤلاء فليس فينا من الرجولة والقوة والعزة ما يؤهلنا للوقوف امامهم حتى لو كان أمر الله وحتى لو كان النصر مضمون مائة في المائة
وختاما بلسان جميع الاحرار كما يعبر الشاعر
لاتسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل

(إنّ الموعدَ بزوال امريكا أت )

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال