جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


 محمد شرف الدين ||

المضمون الثاني : الفقر والامل بالله تعالى .
قال سليماني العشق رضوان الله عليه
” …. يا أيها الرب العزيز والخالق الحكيم الأحد الذي لا نظير له! انا خالي الوفاض وحقيبة سفري فارغة ،لقد جئتك دون زادٍ وكلي أمل بضيافة عفوك وكرمك، لم أتخذ زادا لنفسي، فما حاجة الفقير للزاد في حضرة الكريم ؟!…
جئتك بعينين مغلقتين، ثروتهما إلى جانب كل ما حملتاه من الوزر هي ذلك الذخر العظيم المتمثل بجوهرة الدموع المسكوبة…..
إلهي!يداي خاويتان، فلا شيء لديهما تقدماه و لا طاقة لهما على الدفاع، ولكني ادخرت في يداي شيئا واملي معقود على هذا الشيء، انهما كانتا دائما ممدودتين إليك…..
إلهي قدماي مترنحتان، لا رمق فيهما، لا جرأة لهما على عبور الصراط الذي يمر فوق جهنم……”
هذا النص يصور لنا لوحة في غاية العشق والذوبان،
تنطلق من بيان الضعف والفقر أمام الذات الإلهية أمام الكمال الحقيقي والمطلق ، ويلخص فقره في عبارة بليغة ” فما حاجة الفقير للزاد في حضرة الكريم ”
ثم يبين رضوان الله عليه مواطن فقره ، حيث يبدأ بذكر فقر العينين التي تملك من ثروة الوزر والسوء ما تملك ، مضافا إلى جوهرة ثمينة جدا وهي جوهرة الدموع الجارية المسكوبة على مظلومية أئمة الورى لاسيما مولانا سيد الشهداء عليهم السلام أجمعين، وكذلك الدموع المسكوبة عند الدفاع عن المظلوم واليتيم والمحاصر في قبضة الظالم .
ثم ينتقل إلى فقر اليدين،فلا شيء لهما ولا طاقة للدفاع عنه ،ولكنهما يمتلكان شيء معقود عليه الأمل، وهو انهما كانتا دائما ممدودتين للباري تبارك وتعالى للتوسل والطلب ،وكذلك حملهما للسلاح للدفاع عن دينك يارب .
وأما فقر قدميه فهما مترنحتان، لا جرأة لهما على عبور الصراط ،لانهما ترتعشان على الجسر العادي فكيف الصراط الذي يمر فوق جهنم الذي هو أحد من السيف وأرفع من الشعرة،
ولكن هذه الاقدام قد تجولت في حرم الباري وركبت في حرم الأولياء وبين حرم سيد الشهداء وأخيه العباس عليهما السلام ،وكذلك قد اثنى هذه الاقدام على ساتر مواجهة العدو ،فقد ركضت وقفزت وزحفت ووقعت ونهضت للدفاع عن الدين الأصيل، وهذا كله أمل في الصفح والعفو الالهيين .
ثم يقول :
” لا أرغب في شيء سوى لقياك، فجنتي جوارك، يا الله……”

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال