جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 




عهود الاسدي ||

صراعات الحياة كثيرة واشدها التي تكون بين القادة والزعماء ، ولابد من وجود الحق مع احدها والباطل عند الاخرين فالقاعدة تقول ما اختلف اثنان الا وكان احدهما على حق ، وما على الاطراف الاخرى الا التمييز بينهما وهذا امر ليس بالهين لكنه امر مهم لتحديد الطرف الذي يراه محقا فينصره لما يترتب على ذلك الصراع من اثار تعم جميع المحيطين به ،
مابين قمة التل وكهف الجبل موقف وعبرة لمن يعتبر ، كلاهما اصحاب موقف لكن الفرق بينهما كالفرق بين الجنة والنار .
عندما تحجب البصر غشاوة تجعل الخطى متذبذبة لا يمينا ولا شمالا يحاول الانسان ايجاد مكان آمن يظنه هو الخيار الافضل ويغفل عن ضرورة الاختيار الافضل والتمييز بين الحق والباطل ، فينسج لنفسه بيتا من خيوط الافكار الوهمية اوهن من بيت العنكبوت ، وهذا ماحدث مع اصحاب التل في حرب صفين عندما انطلت عليهم خديعة ابن العاص في رفع المصاحف ونسجوا لهم قصورا من الايمان والتقوى ليخيل اليهم انهم احد بصيرة من امام زمانهم (علي بن ابي طالب عليه السلام ) فرفضوا القتال معه لمواجهة ظلم معاوية واتهموا ابن عم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ظلما وبهتانا بعد ان حذرهم من كلمة حق اريد بها الباطل فكان التل موقفهم التاريخي الذي جلب لهم الويلات لاجيال متعاقبة .
اما من كان بصره كالحديد خارقا كل الحجب لاتغره القصور ولا المناصب ولا زخارف الدنيا برمتها ، فيرى النور نورا والظلام ظلاما فيكون ذا قوة وباس شديد باتخاذ القرار الصائب والميل الى الحق مهما كانت الخسائر والتضحيات فاختار الفتية المؤمنون الذين امنوا بالله وزادهم من الهدى ان يهجروا الدنيا ويكون الكهف مأوا لهم منتظرين امر الله ونصره في مواجهة الباطل ، موقفان يتجليان امامنا في كل زمان ومكان كما حدث في واقعة الطف الأليمة فقال المتذبذبون ( مالنا ومال السلاطين ) ليخلطوا بين الحق والباطل ويتيهوا بغيهم يعمهون ، بينما المؤمنون اختاروا الشهادة والجهاد مع الحسين بن علي عليه السلام .
والى يومنا هذا نسمع ذات العبارة (مالنا ومال السلاطين ) ليخلطوا بين المصلحين المجاهدين وبين طلاب الدنيا والمناصب ، ولا ادري متى ستنجلي هذه الغشاوة ويميز ابن ادم بين الحق والباطل فيركن الى الحق ضد الباطل ؟ !
متى سنميز المصلح والداعي الى الله جل وعلا فنمد يد العون اليه وننصره لنقهر الظالم وننصر المظلوم ؟ !

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال