عبد الحسين الظالمي ||
دخلت داعش العراق ظمن مخطط معد مسبقا لتدمير العراق واعتمد المخططون على القوى الفعلية على ارض الواقع وكان التقيم لهذه القوى سلبي وان هذه القوى ومنها القوات المسلحة لا تستطيع الصمود امام هذا المخطط ربما بضع اسابيع لتصل الى مرحلة الانهيار وينتهي كل شىء في عموم العراق ، وربما اعد واضعوا المخطط في حسابهم حكومة بديلة
فشلوا في ايصالها بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣وسوف يعاد ترتيب الاوضاع بعد تنهي داعش دورها المطلوب ، والذي يعتمد على تدمير مقومات الدولة العراقية ومرتكزات المجتمع ومقدساته ، هذه كانت الحسابات .ولكن
الامر الغريب المفاجىء والذي اربك المخططين هو ظهور قوة غير موجودة ولم يتم حساب قدرتها ظمن حساب ميزان القوى لقوات الطرفين
وسرعة ظهور هذه القوى وقدرتها على الدخول في المعركة بشكل ادى الى تغير ميزان القوى في المعركة هذه القوة هي الحشد الشعبي والذي تكون من متطوعين لبوا نداء مرجعيتهم الدينية كواجب شرعي قبل ان يكون واجب وطني
اذ كانت الاستجابه بناء على فتوى دينية وليس على اساس قرار سياسي او تعبئه وطنيه او قرار تجنيد اتخذته الحكومة .
اذا الحشد اسس على اساس نداء ديني وتكليف شرعي لدفاع عن الوطن والمقدسات والمال والعرض بل عن كل ذره من تراب الوطن ويخطأ من يصور الحشد حشد ولائي وحشد مرجعي
او حشد عتبات لان اصل الحشد واحد كل فرد بالحشد انتمى لهذه المؤسسة قبل ان تكون مؤسسة واقسام وهدف وغاية الكل كانت هي اداء واجب شرعي وطني لذلك كان التطوع على هذا الاساس ، ونظرا لكثرة المتطوعين وعدم استعداد الساحة وقدرتها على استيعابهم ولكون الامداد كان ذاتي لذلك هبت جميع المؤسسات الدينية والوطنية والقوى الشعبية لاستقبال ودعم هؤلاء المتطوعين بغض النظر عن الانتماء او العرق او العمر بل
مجرد القدرة على القتال والدعم والاسناد
فلم يتطوع احدا طلبا لمال او منصب او جاه اوجه سياسية او دينية ،. وبعد تطور المعركة واستمرارها تطلبت الحاجة الى دعم اكبر وخصوصا في الجوانب التي لم تكن متاحة للناس والحكومة ومنها العتاد والمعدات التي يتفوق بها العدو على قوات الحشد في هذا المجال. ونتيجة عجز الدولة وخذلان من يدعون انهم تحالف ضد داعش وامتناعهم عن تزويد الحشد بما يحتاج من عتاد ومعدات لذلك تطلب الموقف الوطني مفاتحة الجمهورية الاسلامية لتزويد العراق بما يحتاج من معدات وعتاد وكان موقف الجمهورية الاسلامية موقفا شرعيا
مبني على اساس تقدير شرعي اذ يعد دعم قوة تقاتل بناء على فتوى شرعية واجب شرعي قبل ان يكون وطني اذا فتحت مخازنها وحدودها لتقف الى جانب العراق بل ان تقف مع الحشد وهذا موقف فريد في وقته وهميته يقدره فقط من له دين وضمير ، لذلك كان التأسيس مرجعي والدعم والاسناد ايضا مرجعي وان اختلفت المسميات ، لذلك من يفهم الدوافع ومن يفهم
المنطلقات ونوايا الذين لبوا النداء (منهم من قضى نحبه منهم من ينتظر) ومنهم من تعوق واصبح جليس البيت فاقد البصر او الاطراف
وهو مفتخرا بذلك هولاء لا يفهمون منطق
حشد ولائي وحشد مرجعي واخر حشد عتبات
بل حشدا واحدا من حيث المبدء والتكليف وسوف يبقى ما بقت الحاجة للبقاء ، وما تقسيم الحشد ماهو الا اضعاف له مهما كانت الاسباب ، نعم قد توجد اخطاء وخروقات وتجاوزات وهذه طبيعية لكبر حجم هذا التشكيل
وسرعة تشكلية ، ولكن كل ذلك يمكن معالجته وتصحيحة .
الحشد قوي بوحدته وبأنسجامه وبالمبدا الذي وجد من اجله وسر ديمومة الفتوى هو عدم انتهاء الخطر الذي من اجل دفعه صدرت الفتوى
وهذا ما تقدره المرجعية الرشيدة صاحبة الفتوى هي وحدها التي تقدر المصلحة .
والخلاصة هي الحشد حشد مرجعي التكوين
وشرعي الاداء والتكليف يحترم ويقدر كل من وقف الى جانبه وجاهد معاه وضحى في سبيل اسناده ودعمة ومطيع لاوامر مرجعيته القانونية ( الحكومة) وهذا مالا يفهمه ضيقوا التفكير
الذين هربوا اثناء المواجهة وعادوا منظرين بعد انكشاف الغبرة وهدوء الجبهات .
الحشد يجب ان يبقى ظمن منطق وفهم اداء التكليف لانه سر وجوده وذا فهمنا ذلك جيدا سقطت المسميات ونتهى الخلاف لان المرجعية واحده في اداء التكليف اذا كان ذلك التكليف يعني الوطن والدين واعراض الناس فلا تعدد والا اختلاف لا ذيلية ولا وطنية مجردة من سياق التكليف . هذا هو الحشد الذي انتمينا له وقاتلنا في صفوفه ونزفت دمائنا وضحينا باخواننا تحت رايته هذ هو الحشد الذي يسعى كل من لايريد للعراق القوة والعزه من اجل حله او اضعافه او تشويه سمعته او تقسيمه وتناحر مكوناته وهم معرفون لكل مخلص وشريف . الله وحده هو المنجي من الزلل ودعاء المراجع هو المسدد
وعبق الحسين وودعاء الغائب هما الحافز. والله من وراء القصد .