جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


 محمد شرف الدين ||

” الذين أن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف انهوا عن المنكر “سورة الحج /٤١.
هذه الآية الكريمة تشير إلى قاعدة مهمة في سير المسؤولين وأصحاب المراتب الإدارية، وكل من اعدت له الأجهزة والمعدات الخاصة بعمل معين ، من عِدد وآلات ضرورية وعلم ووعي كاف وقدرة جسمية ومهنية.
وهي تتناول جوانب ثلاثة :
 الجانب الأول : الارتباط بالله تعالى ،
وهذا الجانب يشير إلى تفكير صاحب المسؤولية في الارتقاء الروحي ونمو الأمور المعنوية، من خلال رفع درجة الارتباط بالله تعالى وأكثر مصداق الارتباط مع الحق تعالى هو الصلاة ، فلا يصبح تفكيره اللهو واللعب والغرور بالمنصب والمسؤولية والأخوة الذين يعملون معه.
 الجانب الثاني : الارتباط بالآخرين.
اي يرتبط هذا الشخص الذي وفقه تعالى للوصول إلى هذا المكان مع أفراد آخرين برابط اقتصادي حتى لا تتضخم عنده الأموال، وبالتالي يكون عنده وقت للتفكير بالآخرين من الناحية الاقتصادية ،فلا يتسلط على العاملين بتهديده بطرد البعض منهم ،أو لا يسمح لهم بالعمل الثاني لتأمين معاشهم وقوت عيالهم ،
فالزكاة تكون طريق لحل المشكلات الاقتصادية والقضاء على الفقر .وهو حل تطبيقي وليس نظري فقط .
 الجانب الثالث : الارتباط بالمجتمع بصورة عامة
وهنا تتبين لنا أن مسؤولية العاملين في النظام الإسلامي لا تقتصر على نفسه أو الأشخاص الذين يعملون معه ،بل إنها تتوجه إلى عامة أفراد المجتمع الإسلامي، وتتمثل هذه المسؤولية بدعامتين أساسيتين وهما ،الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمراد من المعروف كل عمل جيد وحق ، والمنكر يعني به العمل القبيح ،
وبعبارة أخرى، أن المعروف كلمة تطلق على الأعمال المعروفة بالفطرة ، والمنكر كلمة تطلق على الأعمال المجهولة والمنكرة والتي لا تنسجم مع الفطرة .
وهنا ملاحظة مهمة جدا ، وهي :
” يكون امركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر مؤثراً في المجتمع عندما تقومون بواجباتكم الفردية اولاً .”
منها نفهم أن المسؤولية تكليف رباني يضاف إلى التكاليف الشرعية الأخرى، وكذلك معاملة الاخرين ينبغي أن تكون وفق سيرة امير المؤمنين عليه السلام في قصته المشهورة مع الرجل النصراني العجوز الذي وجده في السوق يستجدي، فقال لهم استعملتموه في شبابه وطردتموه عند كبره.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال