محمد صادق الهاشمي ||
أعلنت ألوية العتبات: (فرقة الإمام علي، لواء علي الأكبر، فرقة العباس القتالية، لواء أنصار المرجعية)؛ أنها ستقيم مؤتمرًا بتاريخ: 1-3/كانون الأول-2020 تحت شعار: (حشد العتبات حاضنة الفتوى وبُناة الدولة).
هذا المؤتمر سيتضمن فعاليات في العتبة العلوية والعباسية والحسينية، ثم تُشَكَّل لجانٌ وورشُ عملٍ؛ تتناول الجوانب الإدارية والأمنية والاستخبارية، ومن يراجع صفحات التواصل الاجتماعي يجد ثمة كلام هنا نعرضه باختصار :
أولًا: هذه الفعاليات هل كانت تحت إشراف قيادة الحشد إداريًا، أم هل أنّ العتبات لها شأن إداري خاص؛ وأنّ هذا المؤتمر الأول هو عملية إعلام لإعلان الانفصال الممنهج، بدليل ان هذا المؤتمر يتضمن مناقشة الجانب الإداري والمالي، وهذه دعوة واضحة للانفصال كون الإدارة التي يقصدون هي غير الإدارة العامة للحشد الشعبي التي هي خارج مسؤوليتهم ؟.
طبعًا هذا هو سؤال عام من الشعب العراقي، ومن أُمَّة الحشد.
ثانيًا: إنّ بناء الدولة هو مسؤولية كل العراق، وكل حكومته ومؤسساته، ومن المؤكد لا يمكن أنْ يدعي أحدٌ هذه المسؤولية دون غيره، ومن المؤكد أنّه لا يمكن بناء العراق في ظل السعي لتقسيم المؤسسات بما فيها الحشد؛ إلى حشد شعبي وحشد عتبات!.
ويرد السؤال واضحا الا تعتبر هذه الرعاية من العتبات لهكذا مؤتمر اعلان للانفصال؟
ثالثًا: إنّ تقوية أحد الطرفين بلا إشكال هو تضعيف للآخر -نقولها بكل حرص على الطرفين-، وهذا لا يصب في مصلحة أي جهة، وإنّ تفريق الحشد على أُسس العقيدة والتبعية؛ يضرّ ويعمِّق لنا الإشكالات، ويوجِد أزمة جديدة من الخلافات، بل هي أهم الأزمات تظهر في الساحة من الشعارات غير المقصودة التي تجعل ثمة فوارق بين حشدين منها:
أ- أنْ يدَّعي أحد الطرفين إنه حشد مرجعيّ، وكأنه يريد أنْ يرفع الغطاء الشرعي عن الآخر.
ب- يدَّعي طرفٌ بأنه تابع للعتبات، ومسؤول عن حمايتها، والعتبات مسؤولة عنه، وكأنَّ الآخر خارج مسؤولية العتبات وليس تابعًا لها، وليس مسؤولًا عن حمايتها.
ت- ألوية العتبات يرون أنهم أشرف شأنًا، وأكثر التصاقًا بفتوى المرجعية، والآخر ليس كذلك؛ وهذا ما أفرَزَه شعار المؤتمر (حشد العتبات حاضنة الفتوى).
ثالثًا: المحاضرة الأولى التي أُقيمت في العتبة العلوية، والتي تحدث بها السيد محمد بحر العلوم ؛ كان يوصي الحشد بتجنب الأعمال التي تشوِّه صورتهم الناصعة، وأنْ يتجهوا إلى بناء الدولة، وأنَّ الألوية التابعة للعتبات كان لها الدور المميز، وأنَّ المرجعية هي الخيمة العليا للحشد.
هذا الكلام بلا إشكال ينطبق على كل الحشد بما فيهم ألويته؛ وإلا كان الكلام مدحًا لجهة، وانتقاصًا من جهة أخرى ، ولا أعتقد أنَّ هذا هو المقصود.
مهما يكن، علينا جميعًا أنْ نتدارك خطورة الأمر ونحن أمام إعلام ورأي عام، وأعداء، ومحيط إقليمي ودولي يتربص بنا الدوائر؛ خصوصًا أنّ هذا الموضوع أخذ أبعادًا عديدة، وحساسيات كبيرة؛ تؤثر في المستقبل الأمني الشيعي لا يمكن السكوت عنها.