جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


محمد الجاسم ||

لعلّ أهم تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت حياة العالم الفيزيائي الإيراني(محسن فخري زاده)في بلاده، الحديث الصريح لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف عن “وجود مؤشرات جدية على تورط إسرائيل”.وقد قلبت هذه الجملة موازين كثيرة داخل الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الخليجية المتواطئة مع ذلك الكيان الإرهابي،وأحرجت القيادة الأمريكية المنتخبة أيضا.
أقرأ أنا هذه الجملة من السيد ظريف،بكونها الأساس القويّ الذي تستند إليه خيارات طهران في الرد على اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين.إن العبارات التي اطّلعنا عليها في الإعلام الإيراني للثأر الذي توعدت به الجمهورية الإسلامية من قتلة الشهيد فخري زاده،كانت على درجة كبيرة من التحامل والإستئثار لدم الراحل الكبير.
لقد أدخلت العملية الإرهابية في اغتيال فخري زاده، جهود الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران،بعد أن ألغاه ترامب،في نفق مظلم من التكهنات والتوقعات.كما إن إغتيال العالم الإيراني سيعمل على تصعيد التوتر في المنطقة ما قد يخلق ذريعة لإدارة ترامب لشن ضربات على المنشآت الإيرانية قبل أن يغادر البيت الأبيض، ولايفوتنا هنا التأكيد بأن الرد الإيراني على أية حماقة عسكرية متوقعة من البيت الأسود، سيكون لها رد فعل صاروخي ماحق على دولة الكيان الغاصب وقواعد الإستكبار الأمريكي في دول المنطقة.
إن إغتيال عالم فيزيائي وشخصية رئيسة في البرنامج النووي الإيراني للأغراض السلمية،لابد أن يهتز له صبر وتحمل إيران،لاسيما وأن المرحوم فخري زاده كان من أهم العلماء النوويين في البلاد. كان رئيساً لقسم البحث والإبتكار في وزارة الدفاع الإيرانية، وعضواً في الحرس الثوري ، وكان أيضاً خبيراً في صناعة الصواريخ. إن الجهات المختصة في طهران تشير بوضوح الى أن أجهزة المخابرات الصهيونية تخطط منذ سنوات للقضاء عليه.
وفي إحدى المرات ، في ربيع العام 2018 ظهر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في التلفزيون ذات مرة، ليصف الشهيد فخري زاده بأنه :”أبو البرنامج النووي الإيراني”، قال ذلك خلال حديثه عن البرنامج النووي الإيراني،وأضاف للتأكيد: “دوّنوا هذا الاسم، فخري زاده”. ولعل هذه الذكرى الإعلامية بالتركيز على إسم الشهيد فخري زاده، قد ساعدت إيران على تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية المشتركة عن الهجوم الإرهابي في إيران، ماحدا بالمرشد الأعلى أن يتوعد بردِّ الزلزلة القاسي من القتلة المباشرين وغير المباشرين.
يندرج هذا الحدث الجلل ،وتأثيراته النفسية على الشعب الإيراني،تحت وصف أنه الحادث الإرهابي الشنيع الناتج عن عجز أعداء الإسلام وأعداء الجمهورية الإسلامية لمواجهة الحراك العلمي والقدرات المتطورة،ذات الأغراض العسكرية والمدنية، الشعب الإيراني الكبير بصبره وبراعة علمائه ورجال الدولة لديه ،قد راكم هزائم دول الإستكبار وعملائهم في منطقتنا ،مادعاهم الى تنفيذ عمليات خسيسة تحت جنح الغيلة والظلام..ولكن الشعب الصبور قد عقد العزم للثأر،كما عقده ونفذه في مرات سابقة.
ورُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل.
ناصرية ـ دورتموند/ألمانيا

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال