حسن المياح ||
• دراسة رمزية عن أخلاقية الهزيمة وفساد البيض المستورد المجرب / القسم الثالث عشر
إنها دراسة رمزية واعية هادفة , منبهة محذرة راشدة , مكثفة مبسطة موضحة , لحال الحراك السياسي في العراق , وأنها تصوير ماهر حاذق , وتشبيه موضوعي صادق , لتوعية من هو نائم من الشعب العراقي , أو غاف , أو مخدر , أو غافل , أو ساه , أو مصاب بمرض أخلاقية الهزيمة الذي شل حركته وقتل ضميرة وحجب وعيه فجعله دمية لعب أطفال مهملة مهانة لا قيمة لها في الدفع أو المنع , ولا في التلهية أو اللعب , لأنها رثة قديمة بالية , مستهلكة منهوكة مرذولة , لا تبعث على الجذب أو السلوى , ولا هي وسيلة مستحسنة يرجع اليها الأطفال للهو واللعب , ولا يمكن إتخاذها أو إعتبارها نموذج ملهاة في متحف لوفر الأطفال كأثر تاريخي كان له وطر أنس وتسلية , ووسيلة لهو ولعب … ???
طبقة البيض الكارتونية تمثل وترمز الى التشكيلات الحزبية , والبيض المودع في الطبقة هم السياسيون حقآ , أو الخردة والصدفة الذين صنعتهم الظروف الخارجية , والأحوال الذاتية القابلة للتقولب والتأقلم .
وعادة تجتمع هذه الطبقات في كارتون كبير يضمها , ويحافظ عليها , ويعدها للتصدير والبيع , من أجل الإستهلاك ودفع غائلة الجوع بقصد المرابحة أو المقايضة … , وهذا الكارتون الكبير يرمز الى الإنتخابات بما هي عملية تسويق ….. ???
وهذه الرموز حقيقتها تشير الى ظاهر وجوهر ; أو قل الى لباس أوثوب , وجسم أو كيان إنسان.
فالظاهر هو الكارتون والطبقة , والجوهر الأساس هو الإنسان السياسي الذي يحكم .
ودائمآ , أو في أغلب الأحايين , أن الظاهر يمكن أن يبدل بسهولة ويغير , أو يزين , أو يزركش , أو يجمل , وما الى ذلك من خداع العرض وغش الجذب ; ولكنه مهما طرأ عليه من تغيير أو تبديل , يبقى هو غطاءآ ساترآ , وظاهرآ باديآ مشهودآ , لأنه غلاف …. ???
وأما الجوهر الذي هو الإنسان السياسي , إن لم يكن من المسحيل تبديله أو تغييره لجريان قاعدة الإستصحاب ~ كما هو في المصطلح الأصولي ~ على أصل إنتماءه ووجوده وترشيحه , فمن الصعوبة المتعسرة بمكان أن تجري عليه تحسينات أو تلطيفات أو إصلاحات , لأن معدن قوامه وأصالة وجوده في الإنتماء والعائدية يرفضان ذلك , والسبب في ذلك لأنه ما جيء به إلا أن يتصف بالثبات والبقاء على الحال الذي رسم له أن يكون , وأن يعمل وينفذ …. ???
والشعب العراقي هو المستهلك الذي يشتري البيض , وهذا المستهلك هو رمز الى الناخب .
وأن البيض ( السياسي ) هو السلعة المشتراة ويرمز الى المرشح … ???
والشعب العراقي ( المستهلك ) لو وعى حاله , وميز إختياره بضمير نابض وإرادة حية واعية , فإنه لا يقدم على شراء البيض ( السياسي ) الفاسد , لأنه لا يصلح غذاءآ له , ولا يدفع عنه غائلة الجوع بصحة وسلامة , ولا يفيده مطلقآ بأي حال من الأحوال ; وإنما هو ( البيض ~ السياسي ~ الفاسد ) جرثومة مرض وميكروب وباء يمرضه ويؤلمه وربما يميته إذا كان فساده فعالآ قويآ شديدآ بليغآ . ولذا يجب على المستهلك أن يبحث عن بيض صحي صالح ليؤدي غرضه … ???
ولا بد للسوق ( الذي هو رمز الى قائمة المرشحين ) من أن يطرح سلعته من البيض , وعلى المستهلك أن يختار الأصلح , والأجود , والذي لا يشوبه الفساد ; وإلا فمصيره المرض الشديد , أو الموت الزؤام الذي ينتظره … ???
والبيض الذي يتداول في السوق العراقي الآن ( أي المرشحين التكرار في الإنتخابات ) غالبيته مستورد , وأكثره لا يخضع للسيطرة والفحص , وأغلبه فاسد منتهي الصلاحية , وهذه هي حيلة وخداع التجار ( رؤوساء الكتل والأحزاب ) من أجل الربح الوفير في ظل نظام ديمقراطي رأسمالي ربوي يؤمن بالحرية التامة بلا تقييد أو تحديد , وهو النظام الديمقراطي الرأسمالي الربوي الذي يحكم العراق منذ عام ٢٠٠٣م القائم على أساس الحريات الأربع المعلومة المشهورة .
ولكن لا يخفى على المستهلك أن في السوق بيضآ محليآ غير مستورد , وأنه مميز ومعروف ومجرب , وأنه مفرخ ومباض من الدجاج الوطني المحلي الذي يشرف على علفه وتربيته في البيوت , أو معامل الدواجن في داخل الوطن العراقي , والذي منتوجه آني طازج لم تمض عليه فترة طويلة , ولم يتعرض لتقلبات الجو الذي تفسده , كما هو الحال بالنسبة للبيض المستورد زمانآ وتعرضآ … ???
وسوقنا ~ ولله الحمد والمنة ~ معروض فيه البيض المستورد بكثرة طاغية , وهو المادة الأساس بتغطية حاجة السوق في الإستهلاك بالفرض ( قانون الإنتخابات ) , والقوة ( للأذرع العسكرية للأحزاب التي ترهب ) , لما يدره من أرباح خيالية جهنمية فاحشة يتقاتل عليها التجار المرابون ; وما حصة البيض الطازج المحلي تداولآ في السوق إلا الندرة , والمظلل عليه بسواد غزارة البيض المستورد , وهو ( البيض المحلي ~ المرشحون النزيهون الأمناء ) الذي لا يبيعه التجار , لأنه لا يحقق لهم ربحآ عاليآ مريحآ … ???
وعليه … , فما قيمة الكارتون المزين المجمل , والطبقة المزركشة الملونة , والبيض الموجود فيها فاسد , وريحه نتن , وكله قذارة ووسخ ودرن التفقيس الجاثم على قشوره … ???
فهل الذي يستهلك طعامآ ….. الكارتون والطبقة الورقية ….. ?? أو البيض الصحي الطازج الذي هو نعمة من الله وفضل ومنة … ???
وما الذي يتوجب على المستهلك إذا خلا السوق من البيض الصحي الطازج السليم , إلا أن يعزف عن البيض الفاسد المفروض تداوله واللازم بيعه , وعليه أن يتوجه بحثآ عن البيض الوطني المحلي النادر الصحي السليم المأمون جانبه من الفساد والمرض والدرن والقذارة التي تحتويه وتؤطره مظهرآ خارجيآ , والفساد ونتانة ريحه في المحتوى الداخلي , كما هو حال البيض المستورد ….. ??
وإلا فالذنب ذنبه لأنه إختار من بيض فاسد , وعليه تحمل مضاعفات المرض , ويحاسب أمام الله سبحانه وتعالى على الوزر الذي هو مخطط له , ومنتظره , ولاقيه لا محالة … ???
ولا يولول المستهلك بعد ذلك ….. , أو يتأفف … , أو يندم … , لأنه هو الذي جنى على نفسه بهذا الجرم وعليه أن يدفع الضريبة , كما جنت براقش على نفسها من قبل … ? ? ! ! !
ــــــ