د.مسعود ناجي إدريس ||
قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في خطبة صلاة الجمعة في طهران: سندرك حجم وثمن هذه الأحداث إذا لم ننظر إلى الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي على أنهما شخصان عاديان. دعونا ننظر إليهم كمدرسة. الشهيد العزيز قاسم سليماني، إذا نظرنا إليه على أنه منهج، وطريق، ومدرسة، فإن أهمية هذا الموضوع ستتضح وسيتم توضيح قيمة وثمن هذه القضية.
في هذه المذكرة، جرت محاولة للتركيز بشكل أكبر على كلمة (المدرسة) وتقديم تعريف دقيق للجمهور الذكي والمتعلم. أولاً سنعرف ما هي المدرسة ثم نتعرف على رأي الشهيد مطهري الذي كان هو نفسه مدرسة فكرية.
مفهوم المدرسة:
إنها مجموعة تتعامل أولاً مع تفسير الإنسان والعالم ثم تحدد ما يجب فعله وما لا يجب فعله. كلاهما يلبي حاجة الإنسان لوجهة نظره للعالم ويوفر نظام قيم للعيش ويعلم الإنسان كيفية العيش. في الواقع، المدرسة عبارة عن مجموعة من وجهات النظر العالمية والأيديولوجيات للإنسان.
يمكن تعداد أهم خصائص المدرسة على النحو التالي:
إنها خطة شاملة ومتماسكة.
مكوناتها منهجية ومنسقة.
لها سمة مميزة.
لديها رؤية خاصة للعالم وتعليمات لتحقيقها.
في الوقت نفسه، فإنها تهتم بالجوانب المختلفة داخل وخارج العلم.
إنها ملهمة أثناء تحديد المسؤولية.
لها حدود ومعايير واضحة.
يعرّف الشهيد مرتضى مطهري المدرسة على النحو التالي: «المدرسة والعقيدة ( الأيديولوجية) تظهر ضرورتهما؛ أي الحاجة إلى نظرية عامة، وخطة شاملة ومنسقة، هدفها الأساسي هو الكمال البشري وتوفير الرفاهية العالمية، وفيها الخطوط والأساليب الرئيسية، ما يجب فعله وما لا يجب فعله، الخير والشر، الأهداف والوسائل، الاحتياجات وتم تحديد الآلام والعلاجات والمسؤوليات والواجبات وكانت مصدر الإلهام للواجبات والمسؤوليات لجميع الأشخاص ». (مجموعة أعمال السيد شهيد مطهري المجلد 2 ص 53)
في مكان آخر، تم تعريفها على أنها: «الأيديولوجية تعني نظام الفكر، ومجموع وجهات النظر العالمية، أي الكائنات، [وكذلك كيف تكون الواجبات. ] كيف يجب ان تكون وجهة نظري للوجود ولنفسي وللمجتمع أسميها كلها أيديولوجية». (مجموعة أعمال السيد مطهري المجلد 15 ص 504)
وبحسب هذه التعاريف عن المدرسة، آمل أن يتم فهم ما أمر به الإمام الخامنئي وخطبته التي ذكرناها في بداية هذه المذكرة بشكل أفضل ونصبح أكثر دراية بمدرسة الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس…