د. إسماعيل النجار|
♦ هوَ الهدوء يضع أوزآرهُ على الجبهة الأكثر سخونَة وخطورة؟ بين محوَر المقاومة المُمتَد من غَزَّة حتى طهران وهديرُ البركان المحموم يُنذِرُ بالإنفجار المفاجئ الذي ستتطاير غُبار نيرانهِ من فلسطين وعلى إمتداد الجبهات من لبنان فسوريا والعراق واليَمَن وصولاً إلى إيران.
♦️ التحضير لهذه المعركَة أخذَ ما يكفي من نصيبهُ عبر السنوات ألأربَعَةَ عشر الماضية من كِلا الجانبين العدُوَين، والآن إنتقلَ الجميع إلى لعبة الوقت الضائع وتَحَيُن الفُرَص؟
[ إسرائيل من جانبها وضعت خططها وأكمَلَت إستعداداتها للحرب وهي تريدها وتسعى إليها وبكل قوَّة بعدما إعتقدت أنها أمَّنَت عمقاً إستراتيجياً لها من خلال حلفائها اللذين كشفوا عن وجوههم وطبعوا معها، وتحاول الإستفادة قَدَر الإمكان من الوقت المتبقي من ولاية ترامب، وأصبَحَت لديها قدرة المناورة العسكرية بوجه إيران والعراق واليمن من عُمق الصحراء بينما مواطنيها سيجدون ملاذاتٍ آمنه لهم في مملكة المغرب ومُدُن الزجاج المبنيَة على تلك الصحراء القاحلة.
♦️ الكيان الصهيوني الذي تلقَّى على مدى سنوات طويلَة تهديدات كادت لا تنقطع من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقصفها ومسحها من الوجود تدرك أهميَة هذه التهديدات الجَدِّيَة ومدى صدقيتها نظراً لتوفر الوسائل الضرورية لها بيَد الحرس الثوري الإيراني،
[ هنا كان التركيز العسكري الصهيوني على نوعين من المناورات المشتركة مع حلفائها الأتراك والأميركيين، ومناورات أخرَىَ منفردة جَرَت على الحدود مع لبنان داخل فلسطين المحتله دامت لأكثر من ثلاثة شهور، عَزَّزَت خلالها قوتها وخبرتها العملانيه لمواجهة أيَة تحديات قادمة من داخل حدود لبنان أو الفضاء الخارجي عبر قصف صاروخي مكثف من جهة الجمهورية الإسلامية قد يستهدف مواقع صهيونية حساسة في الجنوب والوسط والشمال،
♦️ من جهته مِحوَر المقاومَة حَضَّرَ للمعركة وأنتهى من تحضيراته لها منذ مدة طويلَة، أيضاً ينتظر الذهاب إليها بتوقيته وليس بتوقيت تل أبيب، ولدوَل المِحوَر على رأسهم طهران حسابات أُخرَى من ضمنها أن تكون المعرَكة فاصلَة ونهائية يستطيع خلالها القضاء على القدرات الإسرائيلية وتحرير فلسطين
أو على الأقل حصرها في منطقة جغرافية ضَيِّقَة تنذر بزوالها وتجبرها على الركوع،
[ لكن الأمر ليس بهذه البساطَة أو كما يتخيلهُ البعض أو يرسم له المخططون، لأن على دُوَل المِحوَر أن يتَنَبهوا إلى الموقف الأوروبي مع أمريكا والمساند لإسرائيل، والموقف الروسي الذي سيكون الجانب الأخطَر والأخبَث والذي من الممكن أن يساعد على تحجيم قوة إسرائيل وليس سقوطها،
[ ويجب أن لا نشطب من قاموسنا الصين أيضاً التي لها علاقات دبلوماسية وتجارية ومصالح إقتصادية واسعة مع إسرائيل؟
[ وتجارب العلاقة العربية السوفياتية او الروسية حالياً تؤكد أن موسكو لَم تَكُن يوماً مع فلسطين أو مع المصلحة العربية العُليا بتحريرها، وما يؤكد ذلك هوَ عدم السماح للدول العربية التي كانت تسمى دوَل المواجهة مع الكيان الصهيوني من إمتلاك قوة تفوق جوي على تل أبيب رغم قدرتها على فعل ذلك وتزويد العرب بها لكنها لم تفعل لحسابات سياسية وإقتصاديه خاصة لها ، وخلال الحروب الثلاث الكبرى مع مصر الحليف الأكبر للإتحاد السوفياتي السابق وإثنتين منها مع كانت بالشراكة مع سورية لَم يكن الجسر الجوي الروسي بمستوَى الآمال المعقودة على حليف إستراتيجي لهم أو بحجم المعركة مع العدو أو حاجة سوريا ومصر المُلِحَة وقتها لصواريخ دفاع جوي متطورة تضمن مصر وسورية أن لا تصل أخبارها وتفاصيلها لإسرائيل؟ أو تزويدهم بمقاتلات ذات قدرة إعتراضية وهجومية بعيدة المدى.
♦ من هنا يجب الإعتماد والتركيز على القدرات العسكرية الإيرانية الذاتية وحجمها ونوعيتها وتأمين خط جسر جوي آمن لها إلى دُوَل المحوَر في حال إتخاذ قرار بدء المعركَة وحسمها وهذا على ما يبدوا أنه سيكون أمراً صعب للغاية في ظل وجود دفاعات وقوَة جوية أميركية في المنطقة، [وإلَّا في حال إندلاعها وعدم تحقيق تقدم مهم خلالها يفرض تغييراً جغرافياً وعسكرياً جذرياً يُكَبلها ويفرض على واشنطن والغرب بأكمله الجلوس حول الطاولة مفترشين أوسلوا وإتفاقياتها سجادة تحت الأقدام والتفاوض الجَدي لتحديد مصير فلسطين، بشكلٍ مختلف عن كل الماضي الهزيل المُضحك،
♦️ فإن فلسطين ستصبح مجرد ذكرَى لا آثار لها وسيتم القضاء على آخر أحلام الأُمَّة بإستعادتها وستخرج إسرائيل أقوَىَ مما كانت تُهدِد جميع مَن حولها بشكلٍ كبير وخطير وتعطيها القدرة من السيطرَة على منطقة الخليج العربي بالكامل والتحكم بمقدراته وسيكون حصن خيبر مقراً للحاكم العسكري الإسرائيلي هناك.
♦️ الأمر خطير للغاية والجميع يدرس خطواته بعناية؟
[ إذاً مَن سيكون المبادر؟
ومَتىَ ستنطلق شرارة المعركَة؟
[ بكل الأحوال أمامنا أقل من شهر محفوفين بالمخاطر يُعتَبر هذا توقيت مُلكاً لتل أبيب، علينا أن لا نمنحها فرصة إستغلاله ضدنا أبداً،
[ وإلى أن يحينُ موعدنا بتوقيتنا سنكون حذرين متيقظين حتى لا يأخذنا العدو على حين غَرَّة.
♦ د. إسماعيل النجار…
لبنان[26/12/2020]