جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عمل المؤسسات غير الربحية بين انعدام التخطيط وضياع الأهداف / 1

عمل المؤسسات غير الربحية بين انعدام التخطيط وضياع الأهداف / 1

حجم الخط

 


خالد جاسم الفرطوسي ||

بلا أدنى ريب أن كل مؤسسة هي بحاجة إلى خطة استراتيجية لتتمكن من تحقيق أهدافها، وإن لم تتوفر فعلى أقل تقدير لابد من خطة تشغيلية.
إلا أننا نلاحظ في الوقت الراهن كثير من المنظمات لا تعمل بأي نوع من أنواع الخطط ..
الغريب في الأمر أن الكثير من المؤسسات تمتلك خطط استراتيجية أو تكتيكية أو تشغيلية سواء كانت صحيحة علمياً أو لا؛ ولكنها مخزونة ومحفوظة في الأرشيف، يتم رفعها للإدارة العليا بصورة دورية بشكل سنوي أو قريب من ذلك بعد إجراء تغييرات طفيفة عليها من قبل موظف الحاسبة كأن تكون في الأعداد والتأريخ ونحو ذلك، كلما تم طلبها من الإدارة المذكورة.
وهذا بحد ذاته فاجعة كبرى .. أنه موت بطيء للمؤسسة وإدارتها العليا والوسطى.
قد يسأل سائل: لماذا كل تلك الأهمية للتخطيط ؟!
أقول:
كل صاحب مؤسسة هو صاحب مشروع، وهذا المشروع ألا يتطلب أن تحدد ما تبغي تحقيقه ؟ وكيف ستحققه؟
فهل من المعقول أن تقام وتؤسس مؤسسة بلا أهداف تطمح إدارتها في أن تحققها ؟! وهل من المعقول أن لا تجعل تلك الإدارة وسائل لتحقيق هذه الأهداف ؟!
من المؤكد أن كل عاقل سيميل إلى أن كل مؤسسة تقوم لغرض تحقيق مهمة تسند إليها، وتحدد على ضوء هذه المهمة الوسائل التي من خلالها يتم تحقيق المهمة.
هذه المهمة وهذه الوسائل هي الخطة أيها المدير .. فانظر أيها المدير كيف أن التخطيط هو أمر فطري لدى كل إنسان ..
إلا أننا هنا نريد منك أن تجعل من هذه الفطرة ما هو متماشي مع العلوم الإدارية.
فنطلب منك أن ترسم خطة بشكل علمي ولا نطلب منك أن ترسم خطة فقط، فذلك من البديهيات.
يذكر أغلب مدراء تلك المؤسسات بعض المبررات أو الأسباب التي لا تجعلهم يرسمون الخطط بمنهجية إدارية وعلمية، بل تجدهم يعملون على وضع أو تحديد أهداف تتغير بين الفينة والأخرى يحسبونها خطة وهي من الأمر بعيد.
من تلك الأسباب التي تجعل أولئك المدراء لا يرسمون خططاً علمية صحيحة فتجدهم يحددون أهدافاً لا يكمل بعضها البعض لغرض أن تحقق لهم هدفهم المنشود، إلا أن ذلك لن يحقق لديهم إلا نجاح مؤقت، وهذه المبررات أو الأسباب يمكن ذكر منها ما يلي:
⁃ إن الموازنة المالية غير محددة فضلاً عن أنها غير ثابتة، بل أنها قد لا تتوفر إلا للموارد التشغيلية من أمثال الكهرباء والنقل والقرطاسية ونحو ذلك !
⁃ إن الخطة الستراتيجية والتي لا تقل عن خمسة سنوات، تحتاج إلى قراءة واقعية دقيقة، ونحن نمر بمنعطفات سياسية واجتماعية واقتصادية سريعة لا تتحمل تنظيم حتى خطة تشغيلية لا تزيد عن سنة، فضلاً عن الخطة الستراتيجية التي تتعدى الخمسة سنوات !!
⁃ إن الإدارة العليا والتي هي أعلى من مدير المؤسسة لا ترسم خطة استراتيجية، فضلاً عن أنها لا تحدد أهداف للمؤسسة، فكيف والحال هذا يتطلب من مدير المؤسسة أن يضع الخطط والأهداف التي ربما لا توافق عليها الإدارة العليا، فضلاً عن عدم صرف الموازنة لها !!
التبريرات والأسباب المذكورة وغيرها قد نسمعها من قبل المدراء والموظفين وحتى من قبل الإدارات العليا لتبين سبب أو أسباب عدم وضع أي خطة من أنواع الخطط بصورة منهجية وعلمية..
فهل الحق معهم فيما تقدم، أم أن الحق مع علم الإدارة ؟! قد تكون المقارنة غريبة ولكنها حقيقة وواقعية.
في الحلقة الثانية والثالثة سنتحدث عن كيفية مواجهة تلك التبريرات أو الأسباب، وسنبدأ بالأول منها، لنترك الحديث عن السبب أو المبرر الثاني والثالث في حلقة أخرى بعون منه جل وعلا.
ـــــــــــ

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال