جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لايحقُّ لكم التحدُّثُ بالديموقراطيةِ بعدَ اليوم

لايحقُّ لكم التحدُّثُ بالديموقراطيةِ بعدَ اليوم

حجم الخط

 


محـمد الجاسم ||

لم يكن متوقعاً أن يقوم رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، بتوجيه جماهيره للقيام بمثل ما رأينا بوسائل الإعلام وبالنقل المباشر، كيف اقتحم أنصار دونالد ترامب مبنى الكونگرس الأمريكي في واشنطن العاصمة ، ولخطورة الموقف استدعي الحرس الوطني،واثناء محاولات التفريق حدث اشتباك بين الطرفين، قتل على أثره أربعة أشخاص،منهم إمرأة،وهي أول من قتل برصاصة مسدس من شرطي،وكانت مجندة سابقة في الجيش الأمريكي،كما وأصيب العشرات.
كأنَّ ما حصل من مسار التصعيد، يشبه برنامجاً سينمائياً بصورٍ مروِّعة ،حيث يقوم حشد من الغوغاء بتحريض من الرئيس (المخلوع)ديموقراطياً،ترامب بغزو مجلس النواب ،ويتعاملون مع موجودات المكان بالفوضى والتحطيم والسرقة،إنها عملية غير مسبوقة، وتُعَدُّ المرةَ الأولى التي يحصل فيها اقتحام الكونگرس الأمريكي، منذ أن أحرق البريطانيون مبنى (الكابيتول) بعد معركة (بلادينسبيرگ) في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس من العام 1814م، خلال الحرب التي نشبت بين أبناء العمومة في الولايات المتحدة من أهل البلد الغاصبين الأوائل ،والمحتلين الأنكليز، على أثر غزو الولايات المتحدة لعاصمة كندا العليا (يورك)،ومناطق أخرى مثل (تورونتو وأونتاريو)الحاليتين اللتين كانتا مستعمرتين بريطانيتين، وكان ذلك في معركة (يورك) في العام 1813م، ويسجل التأريخ أن القوات الأمريكية في هذا الغزو نهبت وأحرقت وهدّمت حواضرَ مدنيةً ومبانيَ مهمةً مثل مبنى برلمان كندا العليا ،وترتب ـ نتيجة ذلك ـ حريق واشنطن الذي دمر البيت الأبيض ونهب الرعاع منه أشياء كثيرة ونفيسة وتأريخية.
تكررت هذه المغامرة المرعبة يوم أمس واليوم،حين اقتحمت مئات من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونگرس في واشنطن العاصمة في الوقت الذي يحدث فيه حسم النزاع حول إتهامات الرئيس المهزوم ،التي يكيلها للرئيس الفائز، بتزوير الأصوات وبطلان طريقة العدّ والفرز. يتحدث الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وقناة (CNN) الإخبارية عن “هجوم على الديمقراطية الأمريكية”. لقد كان بالفعل إنتهاكاً للأعراف الديموقراطية التي جرت عليها العادة في الإنتخابات السابقة وتسليم السلطة بشكل آمن.وقد أعد ترامب جيوشاً من القانونيين والموظفين للقيام بنشر أساطير (مؤامرة) لا أساس لها، وقد تم دحضها بالفعل،قانونياً أيضاً، حول تزوير الانتخابات المزعوم.
لقد رصدت كاميرات الإعلام العالمي العديد من المتظاهرين المقتحمين ممن يحملون علامات يمكن التعرف عليها بوضوح ،تدل على اليمين الأمريكي، أو أعلام ورموز طوائف، أو قبعات تابعة لمناصري ترامب. وهذا يشير الى التمزق الحاصل في مجتمع دولة الديمواقراطية المزيفة،التي لم تصدِّرْ الى العالم الخارجي سوى سوء السمعة،وشوه الصورة،وهذا ما يمثله بالتحديد، نشر الصحافي والناشط اليميني (إيليا شافر) صورة له في المكتب المحتل لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
الولايات المتحدة الأمريكية ،هي الدولة الأكثر تدخلاً في شؤون الدول الأخرى في العالم،وكلُّ تدخُّلٍ،يكون تحت جناح وذريعة حماية الديموقراطية وحقوق الإنسان وحق التظاهر السلمي.واليوم نرى المتظاهرين الأمريكان الذين اقتحموا مبنى الكونگرس، وبدعم وتوجيه مباشر من الرئيس ترامب،الذي تلوّثت سمعته الدولية بسلسلة من الحماقات العدوانية ضد الشعوب الإسلامية كإيران واليمن والعراق وسوريا،وبلدان أخرى لها علاقة بضرورة تأمين أمن إسرائيل القومي ،هم الأخطر في العالم على الديمواقراطية وحقوق الإنسان،وكان بعضهم يحملون أسلحة،كما فعلوها في التظاهرات الميليشياوية المسلحة قرب البيت الأبيض أثناء الحملة الإنتخابية،وتراجع حظوظ ترامب،الأولية حينذاك.
وَرُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل.
ناصرية ـ دورتموند / ألمانيا
7 كانون ثانٍ 2021
ــــــــــــ

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال