حسن المياح ||
المودة الحديثة المصطنعة الجديدة المبتكرة إبداعآ في عهد وزمن ووقت ومسؤولية السلوك الحضاري المعاصر , هي أن المسؤول هو الذي يزور التاجر في متجره , وصاحب الشركة في مقر عمله أو في موقع ورشته أو في مكتب شركته , تسهيلآ للأمر وتعجيلآ للسبق , وتخصيصآ براجماتيآ نفعيآ ذاتيآ للمسؤول ….. ???
والإبداع الجاذب هو أن المسؤول يظهر مع التاجر أو صاحب الشركة في فيديو يتمشيان بنزهة , ويتحدثان ويعلنان تصريحات نارية ثورية إنتاجية بطلاقة لسان وخفة روح وعجلة لفظ وتحسب منفعة , والنسيم الطيب الهاب بعطره الفواح يدغدغ مشاعرهما , ويبعث الحركة في يد التاجر أو صاحب الشركة , فيلاعبها بمرح لتندس طواعية في جيبه , ويخرجها ….. , والورق الأخضر المتلأليء البراق قدحآ يتطاير من شداته المحكمة الرزم والوثاق النايلوني المرن بقوة مغناطيسية مزودة بالأشعة فوق الحمراء كشفآ , ليستقر راحة وتجمعآ فيما يهيئه المسؤول من وسيلة إجتماع وحقيبة حفظ ….. ???
وبينما هما يتماشيان الهوينا , بإختيال وفخار , ويتسامران ….. , ويطلقان الإبتسامة تلو الأخرى مصحوبة بقهقهة مصطنعة حذرة هادئة خفيفة , وبكل بشاشة وحبابة ولطافة وتحريك وجدان ……. , والمسؤول المضطرب الحال شوقآ للدولار يهيل السنفونيات البتهوفنية الموسيقية المعزوفة , التي تشدو طربآ متناغمآ , والسونتات الشعربية الشكسبيرية من الثناء النافخ , والإطراء النافش , مادحآ التاجر أو صاحب الشركة بكلمات عذبة حسان , تقطر إستجداءآ رذيلآ على أنها نزاهة , ومذلة على أنها تمجيد , ومهانة على أنها تعظيم , وخسة على أنها تلطيفات ومقبلات , ……. وما الى ذلك من تناءات حميمة معبرة متزاحمة , وإطراءات فانتازية جاذبة متتالية , ليلطف الجو شاعرية , ويمهد الى السيل المنهمر من الدولارات الأميركية , والدنانير العراقية , والأعطيات المصرفية , والحسابات البنكية , تلميحآ لإرساء العقود , وتطمينآ للحصول على المشاريع ….. ???
ألا لعنة الله والملائكة والشعوب المظلومة والمحرومة والمنهوبة على الدولار وراشيه ومرتشيه , وعلى الدينار المدفوع سحتآ حرامآ ومرسله وقابضه ……. الى قيام يوم الدين .