جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لله في خلقه شؤون.الإنفجارات لماذا وكيف؟

لله في خلقه شؤون.الإنفجارات لماذا وكيف؟

حجم الخط

 


سعد الزبيدي||

 

عاودت الإنفجار وعرفت طريقها كي تحصد أرواح العراقيين في الأسواق لا تفرق بين غني وفقير وشيعي وسني وكردي ومسلم ومسيحي.

فلماذا هذا التوقيت بالذات؟

هذا يدل دلالة قاطعة على فشل الجهد الاستخباري وعدم الجدوى من السيطرات كتب عليها المكان مراقب بالكاميرات التي أرهقت المواطن بازدحامات لا طائل منها وخلق ازدحامات في شوارع ملئت بالسيارات والتكاتك والدراجات النارية وأثبتت الخلايا النائمة والذئاب المنفردة أنها صاحبة القرار في اختيار الوقت والمكان مستغلة حالة التراخي التي أصابت كل الأجهزة الأمنية بعد توقف للإنفجارات استمر لأكثر من سنتين من الهدوء والنسبي والاستقرار.

 ناهيك عن استمرار مسلسل الاغتيالات كي تربك الوضع الأمني وضرب قلب العاصمة العراقية بغداد وفي مركزها وأكثر مناطقها إزداحاما حيث مقر الوزارات ومحلات بيع والملابس والأجهزة المستعملة هو أكبر نصر لهذه المنظمات والجهات المتطرفة التي وجدت نفسها خسرت عسكريا في مواجهة القوات الأمنية والحشد المقدس وقررت أن تنتقم لخسارتها باستهداف المدنيين الأبرياء العزل كي يثبتوا للجميع أنهم موجودون وبقوة وربما ستتكرر تلك الهجمات في القريب العاجل لتستهدف جوامع وحسينيات ومدارس ودوائر.

  ومع أنا قد طالبنا المسؤولين الأمنيين في أكثر من مناسبة إلى تقليص عدد السيطرات التي استبدلت بمرابطات أصبحت تزعج المواطن أكثر من سابقتها والتوجه لاستبدال تلك السيطرات والمرابطات إلى تحويل عناصر أمنيين من مهمة التفتيش الروتيني إلى عناصر استخبارية تنخرط في المجتمع متخفية غير مكشوفة لتتحول إلى عناصر منتشرة في المجتمع بين كل فئاته للحصول على المعلومة أو اختراق المنظمات الإرهابية والعصابات والمافيات  ليس كما نرى بعض العناصر وهو يحمل جهاز الإرسال بيده ومسدسه واضحا للعيان يستطيع أغبى مجرم الابتعاد عنه أو الإفلات منه.

ومادامت الأجهزة الأمنية تقاد من ضباط عسكر تدربوا على الحروب والقتال وحرب المدن والشوارع فلن ننجح أبدا لأن إدارة الأمن تختلف عن إدارة الحرب ولذلك كان الواجب الاستعانة والاستفادة من خبرات ضباط الأمن والمخابرات والاستخبارات في النظام سابق وجعل بعضهم مستشارين أو محاضرين في كليات تخرج ضباط أمن ومكافحة الجريمة وفي مختلف المجالات.

توقيت هذه الانفجارات له دلالات كثيرة فالبعض استغل الخلاف الواضح بين الكتل السياسة وأراد أن يوحي أن سبب الانفجارات هو حالة التشظي وخاصة في البيت الشيعي الذي يعاني كثيرا من الإنقسام.

 وربما البعض يرى في وصول بايدن الذي لمح أنه سيكون أكثر ليونة من الجانب الإيراني وربما تكون الجهات التي تقف وراء هذه الأنفجارات تريد أن تثبت أن الوضع في العراق مرهون بالوضع الأقليمي والدولي فكلنا يعلم أن العراق كان ومازال ساحة تصفية حسابات مابين أمريكا والصهاينة والسعودية وبعض دول الخليج من جهة وإيران من جهة ثانية ونعلم أيضا أن أكبر الخاسرين من عدم تولي ترامب ولاية ثانية هي الدول الخليجية التي حلبها ترامب والتي طبعت مع الكيان الصهيوني وهناك أيضا رسالة من وراء هذه التفجيرات مفادها أن وضع العراق ليس ٱمنا.

 وهذا ما سيدعو إلى إعادة النظر في تحديد موعد الانتخابات وكذلك تأجيل قرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق ولابد أن نشير أن هناك جهات معادية للعراق يهمها أن يبقى الوضع في العراق على ماهو عليه لأن استقرار العراق أمنيا يفتح الباب للاستثمار و الاستقرار الاقتصادي وهذا يضر بنصلحتها كون العراق يستورد منها الطاقة والبضائع.

على الوزارات والهيئات التي تدير الملف الأمني تغيير سياستها وخططها للتعامل مع الواقع الأمني فمقاتلة فكر متطرف بحاجة إلى فكر معاكس مقنع وتثقيف ووضع حلول للواقع الاقتصادي المتردي فأكثر من 40% من العراقيين هم تحت مستوى خط الفقر.

 ومازاد الطين بلة عدم جدية الحكومة في ايجاد حلول لأرتال العاطلين عن العمل وعدم معالجة الواقع الاقتصادي برفع قيمة الدولار وتعويم العملة المحلية دون النظر إلى سلبيات تلك الخطوة على الفئات الفقيرة والمعدمة وعدم تشجيع وتطوير قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وعدم إقامة مشاريع استراتيجية لاستيعاب  العاطلين عن العمل سيساهم في تحويل كثير من هؤلاء للإنضمام الى تلك الحركات المتطرفة فمن لايوجد قوت يومه يكون لقمة سائغة تستطيع قوى الإرهاب جذبها نحوه مستغلة حاجته المادية فهو أما شاب يبحث عن زواح أو أب يبحث عن عمل كي يدفع الإيجار أو يوفر لقمة لعائلته مع متطلبات كثيرة.

 نتمنى أن يستوعب المسؤولين الأمنيين الدرس فالعبرة ليست بزيادة عدد السيطرات ولا قطع الطرق ولا المرابطات ولكن العبرة في تطوير العمل الاستخباري والإرتقاء بأداء المنتسبين وكسر الحاجز النفسي مابين المواطن والقوات الأمنية وتوفير الحماية الكافية لمن يقدم معلومات للجهات الأمنية والتعامل معه بمناهى السرية وعدم الكشف عن هويته حتى يتحول المواطن إلى عين وأذن ترفد الأجهزة الأمنية مهما تكن المعلومة بسيطة.

رحم الله شهداء العراق والشفاء العاجل للجرحى

و... لله في خلقه شؤون.

*كاتب ومحلل سياسي.

ــــــ

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال