جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف التعاطي السيء مع الارهاب

التعاطي السيء مع الارهاب

حجم الخط

 


عباس عبود |


 من التجربة ثبت ان العمليات الارهابية وبالخصوص الانتحارية يصعب جدا معالجتها امنيا واستباق وقوعها والدليل انها حصلت بشكل مروع في واشنطن ونيويورك ولندن وباريس وهي مدن محصنة باقوى القدرات الامنية والاستخبارية.
 ثبت بالتجربة ايضا ان كثرة الاجهزة الاستخبارية تتناسب طرديا مع امكانية حصول خرق امني خاصة مع غياب جهاز تنسيقي يربط هذه الاجهزة ويقاطع معلوماتها كذلك بسبب كثرة تتدفق المعلومات الى الدرجة التي تتحول فيها لشي اشبه بالروتين اليومي والدليل ان معلومة بالغة الخطورة مثل تفجير مبنى التجارة العالمي في نيويورك سنة 2002 لم تؤخد بمأخذ الجد من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي يومها.
 ‎اضطرت واشنطن عام 2002لتاسيس وزارة او مؤسسة لادارة عمليات التنسيق بين الاجهزة الامنية والاستخبارية الامريكية سميت وزارة الامن الوطني بعدد موظفين يتجاوز 200 الف موظف وتمت العملية بعد ان اكتشفت واشنطن ان تعددالاجهزة الاستخبارية تحول الى عامل وهن اكثر منه عاملا للقوة .
 ‎نحتاج ان ندرك ان العمل الارهابي عمل اعلامي بامتياز فالارهابي لايمكن ان يقوم بجريمته من اجل قتل او خطف مواطن او عشر مواطنين كي يقلل من القدرات الاستراتيجية للدولة بل يقوم بها من اجل احداث اثر اعلامي ونفسي كبيرين لهذا يتم اختيار الزمان والمكان بعناية من قبل العصابات الارهابية.
 ‎للاسف مازال بيننا الذي لايفرق بين ضحايا حوادث السير وضحايا العمليات الارهابية فيجب الانتباه الى خطورة ذلك لان التعاطي السيء مع الارهاب يمنحه عناصر قوة هو بحاجة اليها.
 تحقيق الامن المستدام له شقين الاول سياسي يتعلق باتفاقات وتحالفات سياسية خارجية والثاني توظيف المجتمع لخدمة الامن اما السيطرات وعمليات التفتيش وغيرها من الاجراءات فهي عبء على المواطن اكثر مما هي عامل رادع للارهاب الذي يحتاج الى عمليات استباقية واجراءات تخص عمليات التمويل والدعم والدوافع وغيرها.
 ان الخوف والهلع من الارهاب هو تحقيق نصف مايريده الارهابيون لذلك للتعاطي مع الارهاب اعلاميا ونفسيا فنون وعلوم تطورت خلال السنوات الاخيرة بشكل كبير وعلينا ان لانعود الى نقطة الصفر تاركين مانملك من تراكم خبرات ومعلومات.
 اثارة البلبلة السياسية والابتعاد عن اصل المشكلة من قبل النخبة الاعلامية والسياسية يخدم الغرض الذي من اجله تم التخطيط للعملية الارهابية اي هم يفجرون ويقتلون ونحن نضمن لهم تحقيق هدفهم السياسي دون ان نشعر.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال