منهل عبد الأمير المرشدي||
في آخر أيام الإحتضار وقبيل مغادرته حضيرة الخنازير في البيت الأبيض يرفس ثور الكابوي ليقدم أقصى ما يستطيع لنتنياهو الصهيوني حيث يستكمل جوقة التطبيع لمشايخ الخليج بصلح العلا .
في ليلة وضحاها ومن حكمة أمير الكويت المرحوم وبركات أمير الكويت المعلوم وصهر العم ترامب كونشير تحول أمير قطر الشيخ تميم من داعم للإرهاب الى ركن من اركان البيت الخليجي وتحول الأخوان المسلمون الذين أفتى خطيب الحرم المكي بخروجهم عن الملة وحرمة التعامل معها الى موضوع قابل للمناقشة والتفاهم وتحول التطبيع الأماراتي البحريني مع اسرائيل الى فقرة مديح في جدول أعمال قمة العلا للمباركة ولكل شيخ ما يشاء ولكل أمير ما يشتهي وكل يغني على ليلاه .
المهم والأهم من هذه العودة العاجلة واللحمة العائدة والصحوة الغافية والغفوة الصاحية والبيت الملموم هو أن يجمع الأخوة الأعداء اوراقهم ويلملوا اشلائهم ويتفقوا على ستر فضائحهم ويعيدوا حسابهم ويرتبوا أمورهم قبل رحيل سيدهم ترامب واستلام سيدهم بايدن سدة الحكم في امريكا و(ياهو الياخذ أمي يصير عمي ) .
البوصلة الخليجية الآن تتجه صوب إيران فلابد من موقف موحد إتجاه (العدو) الإيراني وحلفائه بعدما ثبت بحكم اليقين صفاء الأجواء العروبية والخليجية والشرعية والدينية والتيممية والأزهرية مع الصديق اليهودي في فلسطين المحتلة .
لا ادري كيف سيكون خطاب قناة الجزيرة القطرية والعربية والحدث السعودية والسكاي نيوز الإماراتية وكيف سيكون الموقف من تركيا حيث ترطبت الأجواء صدفة واتصل السلطان اوردغان بالملك سلمان وتنفس أمير المنشار محمد بن سلمان على أطلال ما تبقى من جريمة جمال خاشقجي وربما سيتبين ان خاشقجي مات بإرتفاع ضغط الدم وكل ما قيل كان وهم وإشاعات وكذب .
ليس هناك مشكلة في مصر والسيسي هو السيسي وهو حاضر إن حضروا وغائب إن غابوا ومحاصر إن حاصروا وجاهز للصلح ان صالحوا ومستعد للعداوة إن تعادوا و( رئّصني يا كدع).
إيران تعرف نفسها وواثقة من وزنها وقدراتها ومطمئنة للعقول التي تديرها وتبصر طريقها ومحددة اهدافها . كما إن أعدائها يدركون ذلك ويعرفون ويحذرون منها ومن أذرعها وحلفائها ويتربصون بها ويتآمرون عليها وعلى حلفائها وأذرعها سرا وعلنا وليلا ونهارا .
المشكلة فينا نحن هنا في عراق يوسف المظلوم بعدما اجتمع اخوته وادركوا إنه لم يمت في بئر الدواعش ولم يمت في زليخة تشرين ولا زال يصارع الموت في حكومة الشهيد الحي التي حققت لهم حتى الآن ما شائوا في تأخير وتعطيل ميناء الفاو الكبير وإفلاس العراق وهم فرادى فكيف بهم إذا جائوا الينا عصبة مجتمعين !
هي السياسة في أوضح وجه لها بأسوأ صورة وأحقر المعاني تتجلى في ماجرى قبل العلا وخلالها وما سيجري بعدها . لا ندري إن كنت القمة ستحقق ما رسم لها وما يراد منها ام انها ستفشل وهذا أمر محتمل على ضوء ما سيئول اليه الوضع في أمريكا وموقف القرقوز الإماراتي المتعملق من قطر .
أخيرا وليس آخرا اقول نحن في االعراق اليوم بمفترق الطرق بين اعتاب حرب أمريكية ايرانية محتملة ومؤامرة إقليمية مؤكدة وقمة غامضة في العلا .
كل المؤشرات والدلائل والوقائع تشير الى اننا الخاسر الأكبر مما يجري في المنطقة في ظل غياب وحدة الموقف وافتقار الساحة العراقية الى كارزما القيادة الواعية والمتمكنة من احتواء الوضع ووضع النقاط على الحروف قبل أن يضيع الجمل بما حمل ولات حين مناص .