جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


محمد شرف الدين ||

“… وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها…..”
هذه الكلمة التي تعتبر أساس الدين وجميع تعاليمه الإلهية والنبوية ، بالتوحيد أصل لكل ما في الدين من تعاليم وأحكام، وهنا نجد أن السيدة الزهراء سلام الله عليها قد جمعت بين جهتين مهمتين في مبحث التوحيد ،وهما الجهة النظرية والعلمية ،والأخرى الجهة العملية والتطبيقية ، فالمقطع ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ” يمثل الجهة الاولى، فالمقطع الأخير يمثل الجهة الثانية ،
ولكي يتضح لنا كلامها سلام الله عليها ينبغي توضيح معنى ” تأويلها “
فقد ذهب صاحب القاموس إلى أنها قد تأتي بمعنى “فسّر ” وتارة أخرى بمعنى ” الرجوع ،أي إرجاع الكلام إلى أصله ”
وعليه يكون المعنى الظاهري بكلامها سلام الله عليها ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الاخلاص مرجعها وتفسيرها ” .
وكذلك – ينبغي التمعن في الجهتين بصورة متتالية:
الجهة الأولى: الجنبة العلمية والنظرية ” أي ما ينبغي الإيمان به ”
وتتحقق هذه الجهة بمعرفة التوحيد ومراتبه، وهي كما يلي :
– التوحيد في الذات ، والمراد به أنه تعالى واحد لا ثاني له ولا شريك ،لم يلد ولم يولد .
– التوحيد في الخالقية ، والمراد منه أنه لا خالق في الكون إلا هو تبارك وتعالى .
– التوحيد في الصفات ، والمراد به أن صفاته عين ذاته وليس زائدة على الذات المقدسة .
– التوحيد في الربوبية ، والمراد به أنه لا مدبر ولا إداري لشؤون الكون ومن ضمنها الإنسان إلا الحق تعالى .
– التوحيد في العبادة ، والمراد به أن معنى العبادة هو الخضوع والتذلل لله تبارك وتعالى في كل أفعال.
وعليه ينبغي أن يكون كل إنسان موحدا لله تعالى ، بحيث أن توحيده مرجعه وتفسيره هو الاخلاص ، الذي يعتبر أساس العمل الانساني في جميع مجالات الحياتية .
ومن هنا أصبح
” روح التوحيد هو رفض الطاغوت ”
أي أن محور التوحيد الإلهي و تفسيره ومرجعه ، هو رفض الطاغوت ، أي عدم اطاعتهوعدم التمسك بهم في السراء والضراء.
ـــــــــ

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال