جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لدمشق الياسمين..وأحلام مستغانمي..أكتب ..

لدمشق الياسمين..وأحلام مستغانمي..أكتب ..

حجم الخط

 


د. هاتف الركابي *||

• رسالة ماجستير في احدى الجامعات الجزائرية قدمتها طالبة بعنوان ( تسول اللاجئات السوريات في الجزائر ) ..
بدءاً الكلام موجه الى الجامعة وليس لشعب الجزائر الاصيل ..
يؤلمنا جداً عندما تصل بعض الجامعات العربية الى هذا المستوى من الانحطاط ، وان تشكل لجنة علمية من مجموعة من الاساتذة وتعطي لقباً علمياً لقضية كان ينبغي ان تكون في غاية الانسانية لا أن تكون بهذا التشهير والقذف ، فالقوانين الدولية والاعلانات العالمية لحقوق الانسان قد ضمن حق اللاجئين من السكن والراتب والضمان الاجتماعي والصحي ، لا أن أن نطلق عليهم متسولين ، ولعمري فكيف اذا كانت هذه اللاجئة شقيقة وعربية وقذفت بها المقادير في أتون الغربة الموحشة ..
ولكن والله حقاً أقولها وبمرارة وأنا من الذين ذقت الاغتراب واللجوء ، فلم أشعر بالغربة المرة والتهميش الا في الدول العربية وهذا ماشاهدته عند بداية غربتنا في منتصف التسعينات عندما كانت محطتنا الاولى في الاردن وما شاهدناه من التمييز والعرقية ،، ولكن لم اشعر بذلك الاغتراب والانتقاص عندما وصلت الى الدنمارك ومنحتُ جميع الحقوق كمواطن اصلي بدون تمييز من السكن والدراسة والعمل والاقامة والجنسية والضمان الصحي وغيرها من الحياة الكريمة ..
شيء مخجل ومؤسف … يالِعار الإنسانيّة وثقافتها،، الى أي تسافل وصل إليه الآخر العربي بأن يقبل رسالة ماجستير لهكذا عنوان متدنّي في مقاييس كل القيم ..
هل عجزت الجامعة الجزائرية عن اختيار المواضيع الكثيرة ، فلو كانت الجامعة ترغب بالانتقاص ، فكان الاجدى بها أن تبحث ظاهرة جهاد النكاح الذي تدعو له سراً جهارا ، ليلاً ونهاراً (بعض ) شيوخ المساجد من التكفيريين حصراً في الجزائر وبدعم من عربان الخليج ،،
أوكان الافضل للجامعة أن تبحث ظاهرة فطائسهم من الانتحاريين الذين يأتون من الجزائر بالمئات وانتحروا ليقتلوا الاف العراقيين تحت ذريعة الجهاد ،،
أوكان الاحسن لهم البحث بقضية الجزائريين الذين ارتكبوا جرائم ارهابية في اوروبا بعد تضليلهم تحت ذريعة حماية الاسلام..
فهل من الانسانية ان تطلقوا على لاجئة قذفتها الحروب والمحن ( متسولة ) .. المتسول تطلق على ابن الوطن ، ولكن الغريب الذي شردته الايام والنفي يجب ان يحترم ويشمل بقانون اللجوء ، لا أن يعامل معاملة الذليل ، فلطالما كانت هذه التي تسمونها متسوله كانت سيدة ، عزيزة قوم في دمشق الياسمين ..
المرأة السورية التي تصفونها بهذا الوصف هي كالشام إمرأة تختزل كل النساء في حيائها ، حين ترفع حاجبيها تخجل المدن من عينيها ..
نحن العراقيون كنا يوماً من الايام في سوريا قذفت بنا الدنيا بسبب السياسات الطائشة لصدام ،،
هناك كنا في دمشق حقل الياسمين المتوج على ناصية الشبابيك ، ، دمشق الاسواق العتيقة والدهشة التي توقظ فيك الرغبة الى البكاء وانت تمشي في شوارعها عامراً بالاسئلة ،،
المرأة السورية كانت تعاملنا كأولادها ، لا نسمع منها الا المحبة والطيبة حتى انهم اسموا شارع باسم العراقيين ، واولادنا يدرسون في المدارس والجامعات الحكومية كالسوريين ،، ولم نشعر قط بفقدان الكرامة ..
هذه دمشق حبيبة بغداد والشعراء والصور ، دمشق صباحاتنا الجنوبية الغافية هناك في جبين العراق ..
هذه المرأة السورية التي جسدت اشجان زينب ورقية ،، وصوت الملائكة والمآذن ..
رسالة الماجستير هذه ستكون وصمة عار في تاريخ هذه الجامعة ، وأتساءل أين الاقلام الحرة في الجزائر ،، أين الكتاب والمثقفون، أين كتابات محمد أراگون وتأثيرها ، والكاتب واسيني الاعرج ، أين الكاتبة أحلام مستغانمي ورواياتها الجميلة ودفاعها عن المرأة ؛ ألم تكن المرأة السورية الحالمة إحدى أبطال رواياتها..؟!؟
واخيراً أقول للجامعة إن لم تكونوا عُرباً وتحترمون الضيف ولا تعرفوا واجب الضيافة والكرم ، فكونوا أحراراً ،، كونوا على قدر من الانسانية ..
سوريا والعراق أول من تطوع لنصرتكم وبناء دولتكم بعد الاحتلال الفرنسي ؛ هل هذا رد الجميل لسوريا التي قاسمتكم الخبزة والزيتون في وقت قحطكم ومحنتكم .. هل جزاء الاحسان الا الاحسان ..
نحن في العراق نقولها :
لدمشق سترسم الطيور لوحات الاشتياق وعبق الياسمين ، وتشاكس العصافير ضفائر النخيل فيتساقط الرطب أغنيات وأمنيات وأحلام ..
اخيرا ان كلامي ليس موجه للشعب الجزائري الاصيل الذي بذل التضحيات والشهداء حتى المليون ..
شعب الجزائر الاصيل في الاحداق والمآقي .. ولطالما هو شعب عزف نغمة الرشاش لحنا عندما قالوا : يافرنسا قد مضى وقت العتاب
وطويناه كما يطوى الكتاب..
يافرنسا ان ذا يوم الحساب
فاستعدي وخذي منا الجواب ..
نريد منكم ان تعطوا الجواب لتلك الجامعة .. خالص محبتي لشعب الجزائر من الاصلاء الانقياء ومن المخلصين للانسانية ..
*الدكتور هاتف الركابي العراق / الناصرية

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال