جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

 محمد شرف الدين |

” … واشهد ان ابي محمدا -ص- عبده ورسوله، اختاره وانتبه قبل ان ارسله ………ابتعثه الله اتماما لأمره وعزيمة على إمضاء حكمه، وانفاذا لمقادير حتمه، فراى الامم فرقا في اديانها، عُكّفا على نيرانها، عابدة لاوثانها منكرة لله مع عرفانها،…”
في هذا المقطع نجد ان مولاتنا الزهراء سلام عليها تنبه الناس الى الركن الثاني من أركان واصول الاسلام وهو اصل النبوة ،حيث تبينه من خلال امور عدة :
الاول : النبوة اختيار الهي
اي ان هذا المنصب التكليفي ليس من اختيار الناس ولا على ذوقهم ،فليس لهم شأن في تحديد من الذي يكون نبيهم وقاعده الى الحق تعالى ، حيث تشير الى الاختيار الالهي واقع قبل ان يرسله بل ان الاختيار واقع والخلائق بالغيب مكنونة وبستر الاهاويل مصونة.
وذلك علم من الله تعالى بما تؤول اليه الامور البشرية ومعرفة منه بمواقع الامور .
الثاني : واقع المجتمع انذاك
كان المجتمع البشري في ذلك الوقت يعيش حال من الجهل والبعد عن الحق والطريق الصحيح الفطري بحيث سماؤهم مظلمة ،فهم متفرقين في اشكال عبادتهم وطاعتهم، فمنهم عاكفون على عبادة النار ،ومنهم يعبدون الاوثان ، والجميع يعلم ان الله تعالى هو المعبود الحق ولكنهم انكروا ذلك لأسباب كثيرة ، ومن هنا نفهم ان التوحيد في حياة البشر هو الاصيل ،والشرك ما هو إلا عرض يعرض على الإنسان فيحرفه عن الصراط الحق .
الثالث : الهدف من النبوة
لما كان بعث الانبياء والرسل فعلاً من الافعال الإلهية ابتي لا تنفك عن الحكمة والغاية ، فنجد في كلام مولاتنا الزهراء عليها السلام بيان الحكمة الإلهية من هذا الفعل ،وهو ارسال النبي بصورة عامة ، ويمكن تلخيص تلك الحكمة بما يلي :
١- إتمام الامر الالهي
لما كان الأمر الالهي من خلق البشر هو ان يصل الانسان الى اعلى مدارج الكمال والمعرفة ” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ” ،فعليه ينبغي ان يكون هناك قائد ومرشد يوضح للناس طريق السعادة والشفاء فيختار الانسان طريقه بكل حرية ، فيكون بعث الانبياء من متممات الامر الالهي الحكيم .
٢- اتمام الحجة على الناس
فقد ارسل الحق تعالى الرسل والأنبياء الى الناس حتى لا تبقى لهم حجة في عدم اتباع الحق وليس لهم اي عذر ، وبالتالي قطع الاعذار من الناس من اهداف بعثة الانبياء ،حتى لا يقول احدهم انه لم يبعث له نبي او رسول .
٣- تعليم الناس
ويعتبر هذا الهدف هو الاصيل من الاهداف الأخرى وهو ان يعلم الناس ما لا يعرفون ولا يستطيعون بانفسهم ان يتعرفوا عليه ،لقوله تعالى ” ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون “

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال