مهدي المولى ||
لا شك إنهم يدرون لكن شغفهم بالمصالح الخاصة واهتمامهم بالمنافع الذاتية وانشغالهم بالحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا أعمى بصرهم وبصيرتهم فأنساهم ذكر الله وبالتالي جعلوا من أنفسهم أداة بيد أعداء العراق لذبح العراقيين وتدمير العراق.
المعروف ان الغمان هم الذين يعرفون ما يجرى حولهم من غدر خيانة ومن مؤامرات خبيثة وما يحيط بهم من أخطار تستهدف التشيع وكل عراقي حر لكنهم يتجاهلوا ذلك خوفا على مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فبدلا من أن يتوحدوا ويتفقوا على خطة لمواجهة أعدائهم بقوة وحزم وصرخة حسينية هيهات منا الذلة نراهم يسرعوا الى التقرب والتودد من الطرف الآخر لا عن قناعة تخدم الشعب وتبني الوطن وإنما عن مصلحة خاصة شخصية ومنفعة ذاتية ليس آلا وهذه الحالة أدت الى خلق انقسامات كثيرة وصراعات متعددة حتى وصلت في بعض الأحيان الى كسر العظم مما أدى بهم الى عدم الاتفاق على ترشيح من يمثلهم الى رئاسة الوزراء وإذا اتفقوا يتفقوا على الأكثر سوءا وهكذا فشلوا في كل شي مما سهل لأعداء العراق التدخل في هذا الشأن في ترشيح هذا وقبول هذا ورفض هذا وبدا سحب البساط من تحت أقدامهم وهم لا يدرون لأنهم مشغولين بجمع الأموال والعقارات حتى إنهم تنازلوا عن الشرف والكرامة وأخذ بعضهم ينشر غسيل بعض والضحية هو العراق والعراقيين وفي المقدمة الشيعة والمدن الشيعية لا عمل ولا تعليم ولا اعمار ولا أصلاح لا كهرباء ولا ماء.
لا شك إن يوم 9-4- 2003 يوم ولادة الحرية وموت العبودية في هذا اليوم شعر العراقي الحر أنه عراقي أنه إنسان لأن الحرية هي التي تمنح الإنسان إنسانيته وبدونها لا يمكن أن يكون حيوان بل دون الحيوان منزلة أي يكون عبد والعبد دون الحيوان منزلة أليس كذلك.
ومن هذا يمكنني القول أن العراقيين وخاصة الشيعة منذ استشهاد الإمام علي وهم يعيشون دون الحيوانات منزلة وحتى يوم 9-4-2003 فكانوا مطعونون في دينهم في نسبهم في شرفهم في عراقيتهم في إنسانيتهم حتى أصبح ذبحهم وسيلة للتقرب للرب والدخول في جنته.
ما الذي يدفع الشيشاني الأفغاني الباكستاني المصري المغربي التونسي الجزائري الخليجي السعودي المجيء للعراق والقيام بعمليات انتحارية لذبح أكبر عدد من الشيعة في العراق وتفجير مراقد أهل البيت وذبح محبيهم بحجة إن ربهم معاوية أمرهم في وصيته التي تقول ( لا يستقر أمر العراق لكم إلا إذا ذبحتم 9 من كل 10 من العراقيين وما تبقى اجعلوهم عبيدا وجواري).
ماذا فعلوا ليكون جزائهم الذبح ونسائهم السبي والاغتصاب كل الذي فعلوه قالوا نحن عراقيون وهذا عراقنا ومن حقنا ان ننتسب للعراق ونفتخر بعراقيتنا بإنسانيتنا كغيرنا من البشر .
في لقاء مع سفير صدام في الصين المدعو عيسى سلمان التكريتي أجاب على سؤال أيهم أكثر الشيعة أم السنة في العراق فقال العجم أكثر من العرب وهذا يعني ان الشيعة عجم أي غير عراقيين غير عرب وغير مسلمين لكنه قال أذا اجتمع الكرد والعرب فستكون النسبة أكثر من العجم .
السؤال المعروف ان العرب أطلقوا على كل من لا يتكلم اللغة العربية أعجمي فالكردي لا شك أنه أعجمي لكنه لم يطلق عليه تلك العبارة وهذه التهمة بدأ يرددها جحوش صدام في شمال العراق حيث بدأت أبواقهم وطبولهم ترددها بكثرة أن الشيعة عجم وان الشيعة عرب ومستعرة وتحث عبيد صدام والكلاب الوهابية داعش والقاعدة على عدم السماح للعرب المستعربة الشيعة العجم باحتلال جرف الصخر ويدعوهم الى تحريرها .
لهذا نقول لهذا المختل الملوث العقل نسبة الشيعة في العراق أكثر من 65 بالمائة وان نسبة الشيعة العرب في العراق أكثر من 90 بالمائة جرت هذه المقابلة في زمن الحرب التي أشعلها الطاغية ضد الشيعة في العراق بتمويل ودعم من قبل آل سعود و دويلات الخليج تحت شعار لا شيعة بعد اليوم وكان الشيعة هم الأكثر في حزب صدام وفي جيش صدام.
وعندما سأله ممثل منظمة التحرير الفلسطينية كيف تعالجون هذه الحالة فرد السفير ان حكومة صدام قد اتخذت الإجراءات الكفيلة بذلك وهذه الحرب جزء من هذه الاجراءات فكانت حرب ضروس دمرت الوسط والجنوب تدميرا كاملا حتى غير صالح للعيش والحياة لا بشرا ولا شجرا ولا حيوان ولا حتى مياه بل أرض موبوءة بالأمراض الخطرة ومنها السرطان.
وحرم عليها التعليم والعمل وسلط عليها القتلة والمجرمين كمحافظين وقادة أمن ذكرهم بقادة ال سفيان أمثال زياد بن أبيه والحجاج فكان يرسل أبنائهم للحرب ويأتي بأبناء أعدائهم لهتك حرماتهم واغتصاب أعراضهم والتمتع بأموالهم .
لا نريد شي منكم ومن كل عراقي حر نريد فقط ان توقفوا عملية الإبادة التي نتعرض لها منذ 2003 وحتى الآن.
نريد ان نكون عراقيين كغيرنا لا أفضل منهم ولا أقل منهم لا نسمح لأحد أن يطعن أن يشكك في عراقيتنا في أصلنا في شرفنا في إنسانيتنا.
فهل لكم القدرة على ذلك؟!