جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف شاوشنك..الأمل مكان بلا ذاكرة..

شاوشنك..الأمل مكان بلا ذاكرة..

حجم الخط

 



د.نعمه العبادي ||


يعيد عالم السجن بوصفه (انجماداً قهرياً لحركة الاشياء) صياغة الوجود بكل تفاصيله من الاشخاص الى الزمن وكل العلائق المتصلة بهما في صياغة جديدة وفق قوانيه الصارمة التي تقوم على أساس التنميط الذي يلغي الخصائص الجوانية المعلقة بالبعد الانساني، ويبقي على الوجود الظاهري ك (رقم) ضمن قائمة العد اليومي للحضور والغياب، وكمظهر تجلي للعدالة على أساس صدقية الادانة ومشروعية الجزاء.

التحدي الاكبر يكمن في القدرة على اختراق هذا التنميط الإلغائي عندما يكون الحديث عن مدد تعد بالسنوات، وهو خيار مصيري في الحالات التي تكون فيها العدالة منحرفة عن مجراها.

يصوغ مؤلف(shawshank redemption) دراما مذهلة في حبكها وهو ينسج خلطة عجيبة من (الاقدار الطائشة، والعدالة المنحرفة، والقسوة المتسترة، والشجاعة الاستثنائية، والمهارات، والابداع، والمعرفة، والخلاص، والدين، والسياسة، والفساد، والمغامرة، والمقامرة، والانهزامية، والوجع، والضوء، والحب، واشياء اخرى) في قصة واحدة، يمثل محورها الأساس (آيدي) المصرفي الانيق الذي يكتشف خيانة زوجته مع رجل آخر، ويفكر جدياً بقتلهما، ولكن في الحقيقة لم يقتلهما، لكنهما يموتا قتلا بعيارات قاتل آخر، فتتراكم الادلة على الزوج ويحكم بالسجن المؤبد، ليدخل سجن شاوشنك، ويعيد صياغة هذا العالم الغريب بكل تفاصيله.

يثبت آيدي ان المعرفة طريق الخلاص الوحيد في كل مكان وزمان مهما كانت الظروف، كما يؤكد، ان جذوة الامل هي نقطة الافتراق التي تفصل وجودنا من السقوط في حبل بروكسي الذي قتل نفسه به بعد ان خرج من السجن، وقد قضى فيه خمسين عاماً، أسس فيها المكان وهدم فيها ذاته، فلما خرج، بقي المكان ولم يجد ذاته.

سرد ممتع يأتي عبر صوت احد ابطال شاوشنك الذي يسحب الخيوط المتباعدة عن حبكة الحدث ويدخلها في سرد حدثي اقرب الى ملحمة مسرعة، وهناك تجد تعريفات مختلفة للزمان والمكان والعمل والأمل.

التحدي الكبير الذي يطرحه شاوشنك على صورة العدالة بمظهرها المعتاد، والذي يجعل التفكير بمحال انزلاقها عن دورها في التقويم قضية بالغة الخطورة، يجعلنا نفكر بشكل اكبر واعمق بنعمة الحرية قبل الحديث عن اصلاح الوجود..

اتمنى لكم مشاهدة ممتعة..


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال