جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عن زيارة البابا أتحدث..!

عن زيارة البابا أتحدث..!

حجم الخط

 



د. نعمه العبادي ||


خلال الساعات الأولى لزيارة بابا الفاتيكان، رأيت وقرأت الكثير من المنشورات والتعليقات الغريبة، والتفسيرات العجيبة، فضلا عن بعض السخرية غير اللائقة، ومع لحظات الزيارة الأولى أبين الآتي:

١- هذه الزيارة الرسمية محكومة بطقوس بروتوكولية محددة تتعلق بمجريات الزيارات الرسمية مضافا الى خصوصية البابا، وفي ذات السياق، بالعادة تظهر بعض التصرفات التلقائية الطبيعية التي لا تتعارض مع المسار البروتكولي المحدد، وقد تحدث بعض الظروف والفجوات خلال اي زيارة لان جهات البروتكول لا يمكنها تقييد تصرفات كل الحاضرين بشكل صارم.

٢- يطرح البعض طموحات وطلبات بسقوف عالية جدا يطالب العراق بطرحها، مثل الطلب من الدول الاوربية وحكوماتها لتغيير منهج سياساتها او محاسبتها عن مواقف معينة، وهو امر غير منطقي، فمهما كانت مكانة البابا فللبلدان مصالحها وتوجهاتها وارتباطاتها المحكومة بتوازنات اخرى.

٣- هناك انقسام بين شيطنة الزيارة وبين من يجعلها بشارة بدين جديد، وكلا الاتجاهين ليس صحيحا، فالبابا رجل سياسية مع عنوانه كرجل دين، والتداخل بين الدين والسياسة عميقا، ووضع العراق والعالم اعقد واصعب من تغييره عبر زيارة دينية، كما، ان العراق بتوجهاته ومنطلقاته وتاريخه وعقائده ورموزه لا يتغير بجرة قلم او بتصريح او بزيارة، وانما هي فرصة طيبة للتعارف والتواصل وتعزيز منهج العلاقات.

٤- من المهم التركيز على جوانب وزوايا مؤثرة، فالرجل على عمره المسن والظرف الصحي والتحذيرات من الظرف الامني، اصر على الزيارة ونفذها، وهي خطوة طيبة لم يفعلها الكثير من المقربين، وممن للعراق في ذمتهم الكثير من الديون، لذلك ينبغي النظر للامور بعين منصفة ومنطقية.

٥- تأكدوا بأن الرجل من زمن يتم أعطائه تفاصيل عن كل الوضع العراقي وتقسيماته وخصوصياته ولذلك هذا التنوع في الامكنة واللقاءات، وهناك العدد الكافي الذي يهمس بأذنه ويعرف حتى عن اخبار التبليط الجديد، لكنه رجل مدرب ويعرف الحدود الدبوماسية، ويركز على المهم من نظره.

٦- أقل ما يقال في هذه الزيارة، انها نبهت عن حجم المشترك العميق في هذا البلد، وامكانية صياغة مناطق وسطى بمجرد التعالي عن الخصوصيات الضيقة والمصالح الجزئية.

٧- ختاما، هذا الاقرار العملي لعودة رسم خرائط الحضارات له اهميته، ومع ان الناصرية والنجف وبغداد واربيل مدن كبيرة وعظمتها لا تحتاج الى اضافة إلا ان زيارة بهذا الحجم تعيد توجيه البوصلة الى العراق.

٨- على الجميع ان يفهم ان العراق ومستقبله ومتعلقاته هي محل صراع قوى دولية كبرى وبدون مغالاة فهي الاكثر اهمية، لذا فإن التغيير سيكون بصعوبة هذا التعقيد، ومن هنا نفهم مجريات الامور، ونقيم النتائج المتوقعة للزيارة.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال