جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


د. نعمه العبادي ||


جزى الله (أنا جارفيس) على قدر نيتها، فهي التي أسست لهذا العيد، وأحتفلت بذكرى والدتها في أول عيد للأم عام ١٩٠٨، ثم أنشأت الجمعية الدولية لعيد الأم عام ١٩١٢، وهكذا تم أعتماد عيد جارفيس بشكل رسمي، ليصبح يوماً عالمياً للام في معظم دول العالم.

في (عقيدتي المعرفية)، يناظر حب الأم حب الإله، فكلا الحبين، يمثل تجربة شخصية فردية، لا يمكن تعميمها، ولا حتى توصيفها ونقلها، ولا الحديث عن تعليمها للآخرين، وهذه الفردية تنطبق حتى على الأخوة أنفسهم من أم واحدة، فلكل منهم قصة حب خاصة بطعم مختلف، وكما، ان الطرق إلى الله بعدد انفاس الخلائق، والتي تعني بعبارة أخرى، ان سبل الوصول إلى الله جل وعلا (معرفة وحباً) بقدر عدد الخلق من أولهم إلى آخرهم، فكذلك حب الأمهات بعدد أنفاس الخلائق، فمع وحدة الأم يتعدد الحب ب (لونه وطعمه وخصوصيته وأثره وتأثيره ومحتواه)، وهذا لا يتناقض مع إمكانية حب الأم لأولادها بحب واحد، وربما يتساوي ويتشابه حب أكثر من أم لأولادها على شكل واحد، وكذلك الله جل وعلا (يعرف ويحب) خلقه بطريق واحد، ولكن الاختلاف يقع لجهة الطرف الثاني (أي جهتنا نحن الخلق)، لذلك قال للجميع بدون إستثناء (إني قريب…..).

وفي (عقيدتي) إيضاً، ان نداء الأم العراقية الجنوبية ندبة لولدها (الصغير او الكبير، الولد أم البنت) حين يقع في خاطرها، قد مسه مكروه او تخشى عليه من خطر ما او هي في لحظة شوق له، قائلة “يمه أبني” أو ” يمه وليدي”، هي اقدر جملة في اللغات كافة، والتعابير اجمع، على حمل طاقة تعبيرية دلالية، واحساس نفسي مشبع بعمق غير متخيل لمكانة هذا التعبير من روح وقلب وذات قائلها، والتي تصف بأختصار مكثف اعلى درجات التكثيف، هذا الترابط العجيب، الذي يترجم إلى كل اشكال الفناء الذي تتلذذ به الأم من اجل اولادها، وعلى رأس هذا الفناء، الشعور العميق برغبة (اظهار صورة الولد في مقابل اخفاء صورتها).

لا اجد عبارات تليق بالحديث عن مكانة الأم، ولا كلمات تناسب تقديم التحية لها في كل يوم، فوجودها في حياة أبنائها في كل يوم عيد، والنظر إلى عينيها عيد، ولمس كفها عيد، وسماع صوتها عيد، واكبر الاعياد الارتماء في احضانها مهما بلغ بكم العمر.

اركضوا الآن فوراً، وألقوا بأنفسكم في احضان امهاتكم، لا تقلقوا من كورونا وغيرها، فأحضانهن شفاء، واطلبوا منهن، أن يلمسن وجوهكم، ويلعبن بشعركم، ويدعكن فروة رؤوسكم..

اركضوا الى امهاتكم، وقبلوهن في كل موضع منهم، قبلوا ايديهن واقدامهن، وضعوا اكفهن على وجهكم، واما نحن الذين ودعناهن بطرق مختلفة، وغادرن الدنيا رحمهن الله، فليس لنا إلا ان نقبل ذكرياتهن، وبقايا عطرهن، وآخر صوت لهن، وندعوا الله مخلصين، ان يرضين عنا وهن في قبورهن..

اسمحوا لي ان اعتزل جمعكم لثوان، وأخاطب أمي..

أواااه يا أمرأة.. الأماكن كلها تسألني عنك…

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال