جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


 محمد شرف الدين ||


• الاهداف

كما هو واضح أن المراد من الثقافة هو ” مجموعة الاعتقادات والقيم والسلوكيات التي يؤمن بها شخص ما ”

والمراد من القرآن هو ” الدستور الإلهي الذي أنزله الحق تعالى لهداية البشر وسعادتهم في الدارين الدنيا والآخرة ”

وعليه يمكن لنا الحصول على معنى ” الثقافة القرآنية ” وهو،

” الاعتقادات والقيم التي احتواها الدستور الإلهي وهو القرآن الكريم ”

وهذه الثقافة حالها حال بقية الثقافات والحضارات التي عاشها الإنسان، من ناحية وجود هدف معين لها وكذلك منهج ،وقاعدة بشرية ، فلذا يدفعنا البحث في تحديد الهدف لهذه الثقافة المتسمة ب” القرآنية ” ، فلو رجعنا إلى الآيات الكريمات في القرآن الكريم نجد أن الهدف الذي تدور حوله ، هو ” إخراج الناس من الظلمات إلى النور ” ، حيث ذكره بعدة آيات، منها:

” الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى‏ صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ” .

وقوله تعالى

” هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‏ عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ”

وكذلك قوله تبارك وتعالى :

” قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً”

فهذا الهدف الكبير الذي تنشده وتطلبه الثقافة القرآنية، قد اختزل فيه معانٍ كثيرة ، منها وحدة النور وتعدد الظلمات ، حيث يذكر المفسرون أن في وحدة النور إشارة واضحة إلى التوحيد الإلهي الذاتي ،حيث ذكر الحق تعالى في محكم كتابه

” اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ …..”

وأما الظلمات فهي متعددة لتعدد مواردها المختلفة -فالاصنام والأهواء والطواغيت وغيرها- ،

وقد قالوا ” من لم يعرف كيف ينتهي لم يعرف كيف يبتدا ” ، وعليه وبتحديد الهدف من الثقافة القرآنية هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، يتيسر لنا تحديد نقطة انطلاقنا نحو النور بشق تلك الظلمات التي قد تكون ظلمات نفسية ، وأخرى ظلمات اجتماعية ، وثالتة ظلمات مجتمعية ،….وغيرها من الظلمات .

وكذلك عبر عنه ب” التغيير الجذري ” إشارة الى التغيير الذي يكون الإنسان قد انتقل من معتقدات إلى أخرى، ومن قرن وسلوكيات إلى أخرى، وبعبارة أخرى، انتقل الإنسان من ثقافة مصابة إلى ثقافة سليمة ومباركة وهي الثقافة القرآنية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال