حسن المياح ||
أنا أعلم أن نبيك عيسى المسيح عليه السلام قد نهرك, ووبخك , وزجرك, وقال لك كيف تؤمن بي أنت يا فرنسيس , ولم تزر أخي وحبيبي وسيدي وإمامي عليآ أخا النبي سيدي ونبيي محمد بن عبدالله , ولن تتبرك بالسجود على عتبته ~ كما سجدت ظالمآ مجرمآ, على أقدام اليهود وخدمهم المنحرفين ~ التي طالما أنا النبي عيسى إبن مريم أنتظر أن يمن علي الله أن أشم ولو رذة من رذاذ عطر ريح علي عليه السلام المنشرة في الأرضين والسموات , وطالما تشوقت اليه شغفآ بألم وحرقة , وكم أتمنى أن ألثم يديه , وأقبل رجليه قبلأ وقبلات, وأنت أيها العاصي, لقد كنت بقربه القريب , وجواره اللصيق , على بعد بضعة أمتار , ولم تتشرف بزيارته , وتطلب من الله بمقامه وجاهه ومنزلته عند الله وعند محمد أن يقبلك من عامة زواره..
تعسآ لك وعذابآ , وويلآ وترحآ , وعذابات وترحات وأنت المطرود من الجنة وغير المرحب به أن يدخلها أو يدنو من عتبتها الطاهرة الطيبة بعبق عطر ريح علي وياسمين ريحانه , التي أنا فيها خادمآ لمحمد وعلي , وجليسهما , ومصاحبهما , وأخيهما الأصغر الذي يميز بين النكرة والمعرفة لغة وإصطلاحآ , ومضمونآ ومفهومآ , وحقيقة وإعتبارآ , وكناية ومجازآ . وقد خاب من لم يضع النقطة التي هي أساس معرفة الحرف عند موضعها , ويزرها , ويقبلها , ويقدسها , ويضعها على رأسه تبركآ ورحمة , ورفعة ومعرفة .
ذلك هو علي بن أبي طالب الإمام الهمام السامق الذي يترفع عن النجاسات التي تنكر معرفة الأعمدة الشامخة أن تتقرب اليها, والإرتفاعات العالية والسموات العلى أن تدنو منها , كما هي النكرة التي لا ترقى درجة واحدة لتهيء نفسها سجودآ وتكريمآ , وإحترامآ وشوقآ , أن تقترب من دكات عتبة المعرفة الطاهرة التي تعلوها ملايين وآلاف الدرجات , وذلك هو علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام , ونرجو الله أن يمن علينا بشفاعته .
وذاك هو بابا الفاتيكان خورخي فرنسيس يتخبط الخطو, ويتعثره صعودآ عرجة ونزولآ درجات, ويتردم في الطرقات الضيقة والأنفاق المظلمة والدهاليز الخربة العتيقة البالية المهدمة المعفاة, والحكومة العراقية ا تبذل الأموال الطائلة وتنفقها حذو النعل بالنعل , والنهب بالنهب , والسرقة بالسرقات , وتسكبها تهيئات, وتنظيفات, وتزيينات وتزويقات, والى ما شاء الفاسدون الناهبون الحكام الظالمون من بذل قصارى الجهد , وإنفاق السيل المنهمر من ملايين الدولارات من ثروات الشعب العراقي المبددات المهدورات , على أن يرقوا بالنكرة وتظهر بمظهر المعرفة زيآ ووجودات , ودلالات وعلامات فلن تقدر على ذلك …. , لأن الجمال أصل وأصالة وعراقة , لا مسح ولالعق ولا لحس ولا صبغ; وإنما هو صبغة وطبيعة ومسحة وحقيقة وجود وأساس وجودات .
وهل للصبغ أن يكون صبغة, أو الإعتبار حقيقة, أو النكرة معرفة ?
حاشا لله أن يكون ذلك, ولو قلبت الموازين وتغيرت المقادير, لأن الأصيل جذر وأصل , والحقيقة إشعاع منور, والنكرة نكرة مبهمة غامضة والمعرفة معرفة وشعاع نور , وإشراقة شمس طالعة.
وشتان بين الإثنين والإثنتين , كما يقول النحاة واللغويون, وكما يميزون بين النكرة والمعرفة.
ما قيمة زيارتك يا بابا خورخي فرنسيس إن لم تزر عليآ سيد الأباطح وأساس وجود الكون.
لقد خبت ورجعت مخذولآ ولم تحصل حتى على خفي حنين?