د. إسماعيل النجار ||
بدء محاولات التحالف الأميركي الصهيوني العربي لسلب غزة إنجازات معركة سيف القدس المقدسَة
🔰 هيَ أم المعارك مع الصهاينة منذ تحررت غزة لغاية اليوم،
**عملية سيف القدس التي تميزَت بقوتها النارية ودقة أهدافها ونوعية صواريخها وحرفيتها،
المعركة التي بدأت منذ أسبوع أنجزت ما عجزت عنه عقود ثلاث من المفاوضات في أوسلو، بفضل حُسن إدارتها وقدسيَة أسبابها ومبرراتها وصلابة موقف قيادة الفصائل التي تديرها من غرفة العمليات المشتركة.
**منذ اللحظة الأولى لإنطلاق شرارة المعركة كان الفلسطينيون يعرفون جيداً ماذا يريدون وماذا سيحصل وإلى أين ستصل أصداء صواريخهم المتطورة،
حتى أنهم كانوا على دراية بحجم الألم الإسرائيلي الذي سيصيبهم، وكانوا يعرفون وليسَ فقط يتوقعون أنَّ مصر ستتدخل وستهددهم وأن دُوَل التطبيع الخليجي المتصهينَة ستهب لنجدة الكيان الصهيوني وتقوم بتقديم الدعم الكامل له.
[ كل شيء كانَ واضحاً منذ البداية ومنذ اللحظات الأولى لإنطلاق الشرارة وكانت غرفة عمليات قيادة محوَر المقاومَة على علم بكل شيء وبأدَق التفاصيل.
**كالعادة إتصلَ المصرييون بقادة حركة حماس وأوفدوا ضابط إستخبارات برتبة رفيعه إلى غزة بعد المواجهة الهاتفية التي حصلت بين رئيس المكتب السياسي للحركة وأحد المسؤولين المصريين الكِبار التي رفض خلالها هنية وقفاً لإطلاق النار وردَّ بحزم على التهديدات التي أطلقها المسؤول المصري الرفيع،
[ كانَ وقت الزيارة قصير وما لبثَ إن غادر الوفد المصري غزة خالي الوِفاض.
[بدورهما قطر وتركيا حاولوا الإتصال بالجمهورية الإسلامية للضغط على الفصائل الفلسطينية فلم تأتي إتصالاتهم بجديد لأن الموقف الفلسطيني في القطاع موَحَد ورافض العودة الى الوراء،
[ على مقلبٍ آخر كانت تل أبيب تجري إتصالات مكثفة مع السعودية والإمارات والأردن والولايات المتحدة الأميركية وتتشاور معهم ففوجِئَت في الموقف الأردني الرافض للتدخل وإجراء أي محاولة الفصائل في غزك.
فتكثفت الإتصالات مع موسكو من عدة دوَل عربية على رأسها السعودية لكن من دون الحصول على أي وعد روسي بالاتصال بحماس والجهاد الإسلامي،
في نفس الوقت كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا واليمن بالإضافة الى حزب الله وفصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي في حالة إستنفار وجهوزية تامة يقفون خلف الفصائل المُقاوِمَة في غزة وأجرىَ الكثير من القادة الإيرانيين إتصالات مع قيادة الحركة في القطاع وأكدوا أنهم يقفون خلفهم داعمين لهم مباركين عملية سيف القدس وإنجازاتها الكبيرة التي عجزت عن تحصيلها إثنتين وعشرين دولة عربية على مدىَ سبعون عام.
[ يحاول ألأميركيين بالإتفاق مع مصر ودوَل الخليج إقناع روسيا بعدم استخدام حق النقد الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يرمي لوقف اطلاق النار في فلسطين يلزم غزة الإلتزام به، لكن موسكو لم تعطي وعداً بذلك في إشارة واضحة بتأييدها عملية سيف القدس.
[ إسرائيل التي تحترق ويعيش مستوطنيها أسوَء أيام حياتهم منذ نشأة الكيان الصهيوني تحاول جاهدة وهيَ تكابر في الإعلام وتتوسَل الدول العربية سِرَّاً من تحت الطاولة لمساعدتها، وبدأت قياداتها بتوجيه الإتهامات لنتانياهو بأخذ إسرائيل نحو الدمار والفناء.
حل الدولتين الذي بقي حبراً على ورق منذ أكثر من سبعون عام، اليوم صواريخ غزة أعادت اليه الحياة من جديد وألأميركيين يريدون خداع الفلسطينيين بهِ بهدف وقف اطلاق الصواريخ!
لكن هذا الكلام كان سينفع لو كانت المعركة مع محمود عباس ومنظمة التحرير وليست مع حماس والجهاد الإسلامي.
*بقيَ أمر واحد يخيف المواطن الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام
[ هوَ التدخل القطري التركي مع إسماعيل هنيَة من إجل الموافقة على شروط الوسطاء التي تصب جميعها في مصلحة اسرائيل مع حزمة وعود كاذبة ستذهب ادراج الرياح كما ذهب من قبلها الكثير.
ومن علامات هذا التخوف الذي ربما سيصيب المجتمع هو شكر اسماعيل هنية لقطر وتركيا حصراً وعدم ذكر إسم إيران بعدما جاهر مسؤولو حماس والناطق بإسمها بأن كل ما يحصل من انتصارات هوَ بفضل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
**إذا الفصائل تمسك بزمام المبادرة وانقلبت الصورة وأصبحت غزةَ هاشم تحاصر الكيان الصهيوني بعدما كانَت محاصرة منه لسنوات.
وتركت بعض المُدن كحيفا ملاذاً آمناً للمستوطنين من دون إقفال كل الأبواب عليهم علها تركع تل أبيب.
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت