كندي الزهيري ||
أن دراستنا تظهر على عكس، النصيب الأوفر للدوافع والتطلعات الغامضة والسحرية والخرافة الغربية في هذا المسار.
ومع التعرف على هذا البعد من الفكر والثقافة الغربية الحديثة، يمكن فحسب معرفة مكان ودور الفرق الغامضة العصرية، لا سيما الماسونية في الهيكلية السياسية والنظرية الاوليغارشية ( هي حكم الأقلية الأرستقراطية .وقد اطلق عليها غزنوف ايضا البلوتوقراطية أو حكومة الأغنياء وهي في منظور أفلاطون، حكومة يتولى فيها الحكم عدد محدود من الذين يعتبرون جمع المال غايتهم. ويعد أرسطو و افلاطون من المنظرين هذه المدرسة).
أن ما كان قد تراكم على مدى سنين والقرون المتتالية في عقلية التطلعات وآمال بني إسرائيل للوصول إلى السلطة العالمية عن طريق محورية ذات البعد الانفصال عن الحقائق الدينية للأنبياء، كان قد حصل عن طريق الكابالا والفرق الشيطان السرية والغامضة.
أن اشرار بني إسرائيل وفي ظل معرفتهم بسيادة التي وعد بها ( بنو اسماعيل) في عصر نبي اخر الزمان ( صل الله عليه وآله) وبعد ظهور أحد احفاد بني اسماعيل ( الأمام المهدي عج) ركزوا جل همهم اهتماماتهم اولا على إظهار هذه الفكرة ” المسيحيائية ” على انها بني إسرائيل، وثانيا التأكيد على ان بني إسرائيل هم شعب المختار، وثالثا؛ وفي ظل معرفتهم بغياب التأييد السماوي، استعانوا بالشيطان وجنوده لتحقيق هذه الرغبة النفسانية الغير رحمانية، ( ارض الميعاد والحكم العالمي لبني إسرائيل)، رابعا؛ دعم كل الحكومات والمنظمات التي لها فكر يتفق مع فكر بني إسرائيل على ضرورة قتل ابناء إسماعيل واتباعهم كما يحدث منذ ١٤٠٠سنة هجرية إلى يومنا هذا.
أن الكابالا؛ قائمة على محورين رئيسيين هما ” علم الشيطان والتواصل مع الشياطين، ومملكة إسرائيل بوصفها مملكة المسيح الموعود “.
ولا بد من التساؤل ان هذه الأيديولوجية غير الإلهية وسندها الشيطان اي العلوم الخفية والفنون السحر ( تراث السامري والمصريين القدامى) التي انتقلت من الشرق إلى الغرب بطريقة غير معروفة إلى يومنا هذا .
أن الكابالا في الحقيقة هي : مجموعة من النسخ والأنظمة واللوائح الداخلية والتعليمات والموضوعة على يد الصوفيين والمتنسكين اليهود للدعوة والتواصل مع القوى ما وراء الشيطانية.
لكي يتوسع هذا النطاق نظرة وعمل اليهود للهيمنة الجلية والخفية على العالم وسكانه، وتوفير أرضية لبسط القدرة الشيطانية وحكومته في آخر الزمان ( في مواجهة موعد اخر الزمان) .
أن اتساع نطاق وتعميم المفاسد والرذائل واطلاق يد القوى الشيطانية الخبيثة ( الجن والإنس) يعد من النتائج الاولية للتصوف الكابالا ، وأن تأسيس العالم أحادي الحكم ( القطب الواحد) هو غايته المنشودة.
وبما أن الإصابة بالمادة والتطبيق والتلوث بالنجاسات الفيزيقية و الميتافيزيقية وامتهان العمل الحرام، يفسح المجال لعمل وحضور الشيطان في البلدان المختلفة لحياة الإنسان، فإن الكاباليين اضطلعوا على مدى الأعوام الاربعمائة الأخيرة وبشكل ممنهج بأكبر دور لحرف الأذهان عن التعاليم الدينية السماوية.
وفي تجربة العرفان العكسي والشيطاني، فإن الصوفيين الكاباليين، ومن أجل الدعوة والتواصل، يضطر بالقيام بالكثير من الممارسات والأعمال الشيطانية المناهضة الدين والفطرة السليمة( كسر القدسية) وهذا يحولهم بطيعة الحال إلى شياطين الإنس كما في العائلة السعودية و الإمارات وغيرها من البلدان العربية وما حدث في العراق وخاصة عام ٢٠١٩م والكثير .
مجالات وانتشارها متداخلة لدرجة انه من غير الممكن لعامة الناس تحديدهم وادراكم . ان هذه القوى غير المرئية، لكن فاعلة، هي حقيقية وصاحبة تجربة وخبرة، وخبيثة تملك عمرا طويلا للغاية، وتضع افضل الإمكانات بتصرف الكاباليين للمضي قدما بأهدافهم مرحلة بمرحلة.
أن الوسائل الحديثة والتكنولوجيا بما فيها ( السينما والموسيقى والانترنيت والحضارة التكنلوجيا العصرية ونمط الحياة النابعة من ساحة الثقافية والحضارية العلمانية من جهة وكذلك الابن حصيلة الزواج غير الشرعي بين الناس وغيرها) يشكل سندا ودعامة لهذا الارتباط والمستقطب للناس في هذا العالم مترامي الأطراف.
أن النظام الشيطاني وآخر الزمان الدجال في تراتيبيته، يعتبر إبليس وكإله جنود الشيطان كأنبياء واشرار الكاباليين كوسيط واربط له، ان هؤلاء مجتمعين في محافل سرية ومخفية، وينفذ اهداف المهمة والضرورية إلى حد لا يمكن تأجيلها.
وبعدها فإن المحفل الأوساط الدولية وقادة الدول الغربية ( وبعض سلاطين الشرق) هم اداة بيد هذا المحفل، ليتم في هذا المسار وضع كل الاستراتيجيات وتكتيكات موضع التنفيذ.
ولا يجب النسيان ان مجمل هؤلاء معرضون لمكر الله، وعندما يمتحن جملة الناس في خضم البحر الابتلاءات، يتم التمييز بين الصالح والطالح والجيد والرديء، ويحين الوقت المعلوم، وينهار عرش ابليس وحلفائه بغتة على يد حضرة صاحب الأمر والزمان بقية الله في ارضه الامام المهدي عج….