حسن المياح ||
( وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان . والأرض وضعها للأنام .)
على كل إنسان عراقي مسؤولآ كان أو مواطنآ عاديآ , أن يرجع الى تفسير هاتين الإيتين الكريمتين , ليتبين معنى تشريع الله العادل سبحانه وتعالى الى الإنسان . وليعلم الإنسان العراقي كم هو مغدور ومسروق ومنهوب ومظلوم من سياسة الدولة في التوزيع للثروات , التي هي من نعم الله سبحانه وتعالى التي يشترك فيها جميع الأفراد بلا منع أو تعطيل , أو تهميش أو إلغاء , أو تمييز أو تفضيل , وهذه النعم هي ليست منة من مسؤول أو حاكم أو أي إنسان .
فلم هذا الظلم والجور والتعسف والإحتكار الحزبي المحاصصتي , والإستئثار الفردي للمسؤول العميل المتسلط الذي جاء جبانآ متخفيآ خلف دبابات المحتل الأميركي والبريطاني ?
وما يلي مصداق من مصاديق الظلم والجور والإنتقام وهو :
يصعد سعر برميل النفط اليوم في السوق العالمي الى ٧٠$ , ويرتفع المستوى المالي لخزينة العراق بفارق إعتماد سعر البرميل المتخذ كحد أعلى في موازنة عام ٢٠٢١م , وما يوفره فرق سعر صرف الدولار من ١٢٠٠ دينار الى ١٤٨٠ دينار , لخزينة الدولة , وتزداد حصص الأحزاب والتيارات والكتل والشخصيات المتصدية للمسؤولية اللامسؤولة , وترتفع أسعار السلع في السوق العراقي, وما الى ذلك من صعود وإرتفاعات , وزيادات حصص وتوفير أرصدة حسابات حزبية وشخصية للمسؤول الفاسد السارق المحاصص الناهب من خلال الوظيفة والمركز والمنصب; بينما يهبط المستوى المعاشي للفرد المواطن العراقي , ويفلس سيولة نقدية لعدم ملكيته لوارد غير مشروع من سرقة أو نهب أو إستحواذ أو غصب أو ما الى ذلك.
ولكن هذا الفرد المواطن العراقي يشارك المسؤولين الفاسدين الناهبين في مصطلح (الإرتفاع والصعود , والزيادة والتوفي ) لا من حيث الملكية المالية التي هم عليها , والذي هو لم يكنها أو يقترب منها أو على الأقل يشم شيئآ من رائحتها فينتعش راحة وإستقرارآ , وسعادة وتأمين متطلبات حاجات الحياة من مأكل ومشرب , وملبس ومسكن , وسفرات ترويحية وأرصدة حسابات مالية , وما الى ذلك من إنتفاشات وتورمات وإنتفاخات; وإنما يقابلهم إشتراكآ معكوسآ كما هو الحال في الظالم والمظلوم , حيث أحدهما يتخذ من الظلم طغيانآ وحكمآ مجرمآ وتسلطآ ناقمآ , والآخر الثاني يتخذ من الظلم بلاء وبلوى تجثم على وجوده وكينونته ويكون ضحية , فتركمه جوعآ وحاجة , وعراءآ وإفلاسآ , وعذابآ ومذلة , وإهانة وإنخفاض ~ وربما ~ زوال وجود إنساني كريم , لأنه لا مال له به يصون وجوده , ولا يد له تطول حتى يذب عن نفسه الحاجة والظلم , والجوع والإنتقام , وما الى ذلك من إبتلاءات وآلام , وبلاوي ومهانات , ومطارق قمع من حديد , وتلويح تصريحات إرهاب وتهديدات وتوعدات إنتقام وقتل وزوال وجود من عالم الحياة .
فالمسؤول الفاسد, والمواطن البائس الفقير ~ وليس البئيس الشجاع المنتفض الناهض عزة وكرامة , وإرادة وتصميمآ , وبطولة ومجاهدة ~ الساكت الخانع الذي يقبل كل ما يملى عليه من ظلم وعسر , ومضايقة وإجبار , وفرض وقسوة , وهو الراكن المطيع , الجبان الرعديد , ولا نطيل وصفآ , أو نسهب نعتآ , لأنه يعرف بجدارة ودقة دراية , وسع وعاء تحمله الذي هو رهينه , ويدرك أن الله تعالى قد حباه قوة وعزيمة , وإرادة وتصميمآ , وملكة التشمير عن الساعد ليخوض الحرب الضروس من أجل أن يكون في أحسن تقويم كما خلقه الله سبحانه وتعالى وأراده أن يكون ويستمر عليه من قوام إنساني عزيز كريم ….. وقد جعل الأمر بيده ( الفرد المواطن العراقي ) بعد أن هيأ الله القادر سبحانه له كل مستلزمات النصر والفوز الكبير العظيم .
فهما ( المسؤول الفاسد والفرد المواطن ) سواء يشتركان إستيعابآ للمصطلح عليهما لفظآ وإطلاقآ كلاميآ; إلا إنهما يختلفان فيه معنى ومضمونآ , ونفلآ وبراجماتية , وإدخار وسع ومنفعة ذات ومصلحة تحزب وتكتل إجتماع.
فلم السكوت المطبق الذي لا يوحي في أي بارقة أمل بالمطالبة الى إرجاع الدولار الى سابق عهده قيمة سعر تصريف يوم كان قبل القفزة المفتعلة التي تفتق عنها ذهن المسؤول الظالم الناهب فرق سعر صرف , ومكرآ لتأمين زيادة ثروة مال شخصي وحزبي محاصصة , وغدرآ كونه مستودع أمانة وتمثيل مجمتع ناس على أنه مسؤول وفي رقبته قلادة أمانة وتكليف , وخدعة تصرف شيطاني من أجل إمتياز منفعة ذات المسؤول على حساب الشعب العراقي المغدور المنهوب المظلوم.
يظهر أن من مميزات شخصية الفرد العراقي أنه يفور لحظة الظلم وينفجر صراخآ وولولة …. , ثم يبرد ويتبخر , وكأن لم يكن هناك شيئ يبعث على الظلم والتعسف والإنتقام , لأن الفرد المواطن العراقي جيد الفوران وقابل الإنفجار كأنه بركان .وأنه سريع الهدوء والخضوع والخنوع من خلال ملكة قابلية وسجية النسيان.
وذلك هو السفيه الذي لا يعرف ولا يدرك أي طرفيه أطو .
فبأي آلاء ربما تكذبان .