جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف التغيير بتنوير القاعدة وليس بتغيير القادة

التغيير بتنوير القاعدة وليس بتغيير القادة

حجم الخط

 



عدنان جواد ||


منذ احتلال العراق من قبل الامبراطورية العثمانية، الى انتصار بريطانيا العظمى على تلك الدولة المترامية الاطراف، لم يرى الشعب العراقي الاستقرار فهو بين حروب وثورات وصراعات دولية وداخلية، ومن النظام الملكي الذي يختلف عن النظام الجمهوري الذي جاء بالانقلابات العسكرية، و الاحزاب كل ما يفكر فيه قادتها التشبث بالسلطة والتفرد في الحكم، الحزب الشيوعي كان مراهقاً اكثر من اللازم، وعبد الكريم قاسم كان حالماً كثيراً ففتح ابواب الجحيم على العراق، فتدخل جمال عبد الناصر بالضد منه، الى حكم البعث الذي خان ما كتبه مشيل عفلق في نظرياته، فهو لم يطبق شيئا مما نادى به من شعارات، وانه قضى على الحزب الشيوعي والاحزاب الكوردية والشيعية، وان اغلب من تصدى للسلطة هم ضباط من مناطق بعيده عن التحضر والتمدن في المناطق الغربية، الى ان وصلت السلطة لصدام حسين القادم من قرية ومن عائلة مفككة بنيوياً ، مورست فيها القسوة والعنف، الى ان جاء النظام الحالي، والذي حدثت فيه الكوارث والماسي والتي يعود بعضها للنظام السابق، فصدام دمر شعب بكاملة بل امة بكاملها، ومع الاسف البعض يحن له، ويسمي اصحاب السلطة الجدد براكبي الدبابة، فهو نظام قومي بالظاهر لذلك كسب التعاطف العربي منذ 79 الى 2003 ، من خلال امبراطورية اعلامية ضخمة تجمل وتدفع الاموال ، من خلال مفاهيم تاريخية بحراسة البوابة الشرقية، ومن بعدها اسقاط ذلك النظام من قبل قوة اجنبية، وقبل انتصار المسلمين على اكبر دولتين في المنطقة وهما افغانستان عندما انتصر المجاهدون العرب على الاتحاد السوفيتي بدعم غربي وعربي غير محدود، لكن احد قادة طالبان قال : ان السوفيت عملوا عملا خطيراً لانهم علموا الفتيات القراءة والكتابة!، وايران بسقوط الشاه الموالي لأمريكا بفعل ثورة اسلامية يقودها رجل دين اسس نظام جمهوري اسلامي ديمقراطي يعتمد على صناديق الاقتراع اصبحت دولة متطورة في جميع المجالات لان التغيير كان من القاعدة ومبني على وعي الجماهير وايمانهم بثورتهم واهتمامهم بالعلم والتعليم واحترامهم لقيادتهم العادلة.

الحقيقة التي لا ينكرها احد، ان هناك خلل في نظامنا المعرفي، وابسط مثال عملي جربته انا شخصياً فحين كنت في الابتدائية، كان الطلاب يحترمون المعلم الذي يمسك بيده العصا ويستخدمها في ضرب اي طالب غير جاد في التعليم، بينما يثيرون المشاكل والحركات الصبيانية للتشويش على الدرس اذا حضر المعلم الذي يستخدم اسلوب الاحترام ويبتعد عن العنف، وتكرر هذا الامر في المتوسطة والاعدادية وحتى في الكلية، وعاد بشكل واضح في العسكرية فالضابط الذي يستخدم العقوبات الجميع يهابه ، والذي يستخدم التعامل الانساني لا احد ينفذ أوامره، فالجهل لازال هو السائد ومنطق القوة هو النافذ، وبعد كل هذه التغيرات وما شاهدناه وسمعناه فتجد صاحب التشريع عندما يتخاصم مع نائب اخر في البرلمان لا يذهبان بخصومتهما الى القضاء وانما يلجان الى العشيرة والقبيلة ويحل الموضوع بالفصل العشائري ، فبرغم وجود سيارات فخمة ومصفحة، وموبايلات متطورة، وماركات ملابس عالمية ، لكن من يملكها عبارة عن شخص قبلي صحيح انه يتكلم بالديمقراطية والدستور وحقوق الانسان، وهذا ما لمسناه في الاحزاب العراقية الحالية فهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، فهي ومنذ 18 سنة تتكلم عنها لكنها لا تطبقها حتى في نظامها الداخلي، وتستخدم قوتها ونفوذه والمال الذي حصلت عليه من السلطة في الحصول على الاصوات، وما نشاهده في المحافظات الجنوبية وحتى في المناطق الشعبية في بغداد، هناك تجهيل متعمد اغلب الفتيات تترك الدراسة قبل الوصول للمتوسطة، والصبيان يجبرهم العوز الى ترك الدراسة والانخراط في مجال العمل لإعالة عوائلهم التي فقدت المعيل اما بسبب الحروب او المرض وعدم العدالة في توزيع الحقوق والوظائف، والكثير من الاحزاب تحولت بفعل الانتخابات الى دكتاتوريات كالحزب النازي في زمن هتلر، والشيوعية الاستالينية، وهذه الاحزاب فشلت في توثيق جرائم الدكتاتورية بعد ان اصبحت هي متهمة وانها اسوى منها حسب نظر البعض، وان النخبة مع الاسف بعد ان كانت بوق لحزب واحد صارت ابواق لأحزاب متعددة، والسبب ان التغيير الذي حدث في القمة وليس في القاعدة، فالأمر المهم هو تنوير القاعدة، وان هذا التغيير لابد ان يكون بشكل تدريجي وللمجتمع دوركبيرفيه، وهناك خيبات امل كبيرة حدثت بعد اغلب التغييرات في منطقتنا من خلال الربيع العربي، فجربنا الانقلابات العسكرية، والانتفاضات الشعبية، والتدخل الاجنبي لكنها كلها فشلت، لذلك يجب اعادة النظر بنظام التعليم من خلال التعليم الحديث المعتمد على تطوير الذات والابداع، والخروج من النظام الريعي، وتثقيف الناس لمعرفة حقوقهم بان صاحب السلطة مجرد خادم، وان اساس بناء الدول احترام القانون وتطبيقه، وعدم التجاوز على المال العام، وان مستقبل الاجيال بالمعرفة وترك عبادة الاصنام البشرية، الخلاص بوجود قاعدة مثقفة تعرف ما لها وما عليها، وتتبع قيادة عادلة، ولو أن الإمام علي عليه السلام ظهر في هذا الزمن لحاربته القاعدة والقيادة .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال