لم يَعُد مهمّاً متى ستنتهي معركة المسيرات في استهداف قاعدة فكتوريا اليوم وبالامس قاعدة عين الاسد . هي مسألة أيّام قتالية قد تطول وقد تقصر. لكن المهمّ أن النتيجة حُسمت سلفاً: المقاومة تتّجه إلى تثبيت معادلة جديدة معادلة الردع بعد استهداف الحشد الشعبي في القائم . معنى ذلك أن أيّ اعتداء ضد المقاومة سيُردّ عليه بقصف القوات الامريكية .
سيحاول بايدن، بلا شكّ، ان بجعل المقاومة تدفيع ثمناً باهظاً لتطلّعهم إلى تكريس هذه المعادلة الجديدة، أملاً في تخفيف خسائرها على الأمد البعيد في الحدّ الأدنى، إلّا أنه ليس في وضع يسمح له بالذهاب بعيداً في الرد على القصف .
ان المقاومة مستعدّة لمعركة مفتوحة قد تشتدّ وقد تطول، لكن توقعاتنا تشير إلى إمكانية طلب الجانب الامريكي تهدئة قبل الرد، بالنظر إلى أن سلوك بايدن يوحي بأنهم يريدون تسجيل نقاط على المقاومة، واستعادة الهيبة، وهو ما يرتبط، في جزء منه باعتناء، باتّقاء خسائر إضافية على الجبهة الداخلية.
معادله جديدة ممن يريد إيقاف القصف انه لا وقف لمسيرات إلّا بانسحاب القوات الاجنبية من العراق ووقف القصف على لقوات الحشد الشعبي، معادلة واضحه يجب الالتزام بها وتحقيق هذين الأمرين، وبعدها المقاومة حاضرة لوقف القصف.
وفي المستقبل الطائرات المسيرة مستمرّة، وسوف توسّع المدى والحجم والكمّية كلّما رفع بايدن من سقف رده وقصفه لقوات الحشد الشعبي ..
في الجانب الأمريك، تبدو الصورة أكثر تعقيداً. ليل أمس، بات واضحاً لجميع المراقبين أن السفارة فوجئت بما فعلته الطيران المسيرة . لم يكن لديه تقدير بأن الفصائل مستعدّة لمعركة بهذا الحجم وبهذا النوع من طائرات، حيث لم تمنع منظومة C_RAM الحديث مطلقاً عن نوعية الصواريخ وقدرتها التدميرية من ضرب المقرات العسكرية .
التطورات توحي بأن تثبيت المقاومة للمعادلة الجديدة بعد استهداف القائم يستلزم مواجهة قاسية. ربّما تكون الأثمان كبيرة، لكن الأكيد أن المزاج مقاومه انتقل من مكان إلى آخر.
