مازن البعيجي ||
واحدة من اقوى أساليب العدو ضد الحوزات العلمية الشيعية هو دفع الجهلة وفتح الباب لهم في بعض البلدان لارتداء “العمامة” دون وجه حق علمي أو رصيد معرفي تقوائي يليق بهذه الرمزية التي تنتمي للسماء عبر سلسلة الأنبياء والمرسلين والمعصومين “عليهم السلام”، وهذا الخطر ليس هين او خطره قليل، بل هو اعظم خطر ممكن يهدد المجتمع ذي النظرة المحترمة لهذا الكيان المقدس وهو الحوزة الشريفة التي هي امتداد لخلافه السماء، الأمر الذي يجعل من طيف جاهل او حتى متعلم دون ورع وتقوى حاجزَين له من ارتکاب الفظائع والجرائم الأخلاقية منها والخيانة وسهولة التجنيد ضد مبدأ ذات الحوزة والمجتمع الذي تريد بنائه! وكم ظهر عندنا نموذج الخائن في زمن هدام والبعث الكافر بصفة وكيل آمن؟! وها هم اليوم يخرجون على شكل قطعان يتبوؤن المناصب والدرجات ويعيثون بجهلهم والشهوات فسادا وهذا عين ما اخبر عنه الإمام الخُميني العظيم بقوله ( إختراق الحوزات العلمية)
“لقد عقد اعداء الإسلام والجمهورية الإسلامية في هذا الزمن العزم إلى القضاء على الاسلام، فهم ساعون بكل طریقة ممكنة لتحقيق هذا الهدف الشيطاني، واحدى الطرق الهامة في تحقيق هدفهم المشؤوم والخطير على الاسلام والحوزات الاسلامية هو زرع أفراد منحرفين فاسدين فيها، والخطر الكبير الناجم عن ذلك على المدى القريب، هو تشويه سمعة الحوزات العلمية من خلال الممارسات غير اللائقة والسلوكيات غير الأخلاقية والمنحرفة لهؤلاء المندسين، أما على المدى البعيد فإن الخطر يكمن في وصول البعض من النصابين الى المواقع الحساسة للقيام في الوقت المناسب بتوجيه ضربة مهلكة للحوزات العلمية الاسلامية والى الاسلام العزيز والى البلاد وذلك من خلال اطلاعهم على العلوم الاسلامية واندساسهم بين الجماهير والناس البسطاء وكسب ودهم.
وليس بدعاً من الأمر أن يكون للقوى الناهبة الكبرى طابور من المندسين في المجتمعات وباشكال مختلفة تشمل الوطنيين والمثقفين القشريين والمتلبسين بلباس علماءالدين ممن يشكلون الخطر الأكبر من الجميع فهم قد يعيشون بين الناس احيانا ثلاثين او اربعين عاما متظاهرين بالاسلام والقداسة والقومية والوطنية الى سائر الحيل الأخرى بصبر وأناة متحينين الفرصة المناسبة لتنفيذ مهماتهم”
الإمام الخميني “قده”
-الوصية السياسية الإلهية.
من هنا ما نشاهده اليوم من خطاب تحريضي صدر من نموذج واحد لآلاف النماذج التي بدأت تطفو على واقع الساحة العراقية ومن مركز ما يسمى بحش١١١د العتبات المؤامرة التي رتبها مثل هؤلاء خدمة الأستكبار للبدأ بضرب اسفين بين أبناء الحش١١١د الذي يمثل المقاومة الشيعية والإسلامية العالمية، ليجعل من حش١١١د العتبات حش١١١د جغرافي يختص بأرض العراق وقوانین العراق بجهل في الفقاهة والمشروع الذي يتبناه مثل المرجع الكبير السيد السيستاني “حفظه الله” الإيراني الأصل والذي يتهمه صاحب الخطاب بالخيانة لأنه تدخّل على وفق منطقه بالشأن العراقي وهو ليس بعراقي!
هذا الخطر الداهم لمن وجد الطريق سهلا يسيرا لوضع قطعة قماش على رأسه دون رصيد علمي تقوائي هو من سيفتك بالحوزة وهو ما وجدت به السفارة ضالتها حيث ترون تكاثرهم وانشطارهم على شكل قردة معممين يمسون في تصرفاتهم أخطر كيان ديني عرفه التاريخ عبر جهاده الذي لم تستطع مجابهته قوى الأستكبار مجتمعة إلا الآن وقت ما وجدت هذه النماذج القذرة والهابطة والعميلة دون محاسب له أو رقيب يضبط أفعالها وما تؤسس من خطر!!!
روي عن الإمام أمير المؤمنين “عليه السلام”
كيف نعرف أهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن؟
فقال: اتبعوا سهام العدو فإنها ترشدكم الى اهل الحق.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)…