مازن البعيجي ||
منذ أربعة عقود ونيف ومثل المؤمن والعالِم والمجاهد الوليّ الخامنئيّ المفدى يخوض معركة شرسة قاسية متعدّدة الأطراف، تحمل ما تحمل من جراحات وآلام وقد رأى مالم يكن يريد أو يرغب أن يراه، وهو يقود سفينة الصراع الإسلامي الاستكباري الذي تخلت عنه أهله بسهولة بعد أن غرتهم الدنيا اولئك
(الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) الاعراف ٥١ .
من عام الثورة وفجرها المبارك وهو يحمل ثقيل الأحمال على ظهره والمسؤولية تقطّع له نياط الروح والقلب، وهاجس الخذلان من البعض يؤرقهُ وعدم الإستعداد من الآخرين يشكّل له صداع في وقت البحث عن الهدوء! ناهيك عن من فقدهم في طريق الجهاد ممن كانوا يؤنسونه ويعينونه على ويلات الدنيا ومشاكلها الصعبة الكثيرة كالحاج قاسم سليماني هارونه العملي والفعلي، وكلنا شاهدنا حجم التفجع والتي انبرت روح الولي الخامنئي المفدى تصرخ حزنًا وتأسفًا وهو يردّد اللهم أنا لا نعلم منهم إلا خيرا، بلوعة ما سمعها من يعرف الخامنئي إلّا وتألم لذاك المشهد المفجع.
اربعة عقود وهو ناعور من العمل الإسلامي والجهاد المهدوي يسد تلك الثغرة ويغلق ذلك الباب ويطوف حارسًا مع بقية المراجع والعلماء وجنودهما على ثغور وقلاع المسلمين في كل بقعة تصل ايديهم لها في أرض الله الواسعة، ومع كثرة الرزايا والنوائب والمصائب وقلة الناصر والخذلان تراه ثابت الخطى صلد القلب يقاتل بروح من ينتظر لحظة شهادة يكرمُه بها خالقهُ العظيم، والأرواح معلقة به تراقب فرحها والحزن على محيّاه المطمئن والذي منه تستمد القوة والعزم والتوكل.
حركة دونما تهدأ أو يستريح صاحبها، حتى مَنَّ الله تعالى الخالق العظيم عليه “برئيسي” هارون آخر زمانه ليعيد معه ضبط عقارب ساعة الثورة مع ساعة خُمينية كلاهما يعرف دقة وقتها ونوع تراتب دقاتها التي تعزف القرآن والنهج الإسلامي الأصيل على دستور تكالبت عليه كل أيدي الأعداء ممن تعلقوا بأستار الدنيا الفانية لينشطروا الى عملاء وخونة للعقيدة، والى رافعي العداء لنهج القرآن والعترة المطهّرة “عليهم السلام”
اليوم آن الأوان ليستريح القائد الخامنئي مع آوان تطبيق ما كان يؤمن به وهو المؤسسة المرجعية القائدة للعالم الإسلامي في كل مكان تؤمن تلك المرجعية بالدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم، وهذا ما يتطلب منا نحن الولائيون في كل بقاع الأرض جهدا حقيقيا وصادقا ومخلصا، جهدا نعمل به مع هذا القائد الورع صاحب التقوى والبصيرة لنكون الجند الذي به يُنفَّذ به مشروع الحضارة الإسلامية التي هي التمهيد وأسّ نظام الدولة المهدوية التي بُنَيت قواعدها وشُيِّد قانونها منذ عام ١٩٧٩م.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة ١٠٥
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..