جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف دعاة التأجيل وغياب البديل

دعاة التأجيل وغياب البديل

حجم الخط

 



حافظ آل بشارة ||


لم يسكت ذلك الصوت المدوي الذي يدعو الى تأجيل الانتخابات منذ اشهر ، ولم تتغير الجمل الاعلامية التي يرددها بصيغ مختلفة حول هذا الموضوع ، هم يقولون ان الانتخابات سيتم تزويرها ، ويقولون ان القوى التقليدية ستبقى في الواجهة ، ويقولون ان الملفات الشائكة اصبحت عصية على الحل ولن تعالجها السلطات التي ستسفر عنها الانتخابات المقبلة ، ويقولون ان هذه الحقائق تدعو الى عدم التعويل على الانتخابات ، وتجعلها ليست ذات قيمة ، اذن فالخيار الافضل مقاطعتها ، او تأجيلها ! ولم يقولوا ان الخيار الافضل الاشتراك في الانتخابات وانتخاب الاصلح .

لو كان رفض هذه الانتخابات موقفا عابرا يخص قضية جزئية لأمكن هضمه وتمريره ، لكن القضية اكثر حساسية ، فهذا الرفض سيجعل النهج الديمقراطي هو المستهدف لحداثة عهد العراق به ، ولكثرة الاختراقات وحالات التزوير السابقة ، حتى ان الديمقراطية اصبحت في نظر البعض هي السبب في مآسي العراق المستمرة وان الحل هو حكم الطواغيت ، وهذه مغالطة واضحة البطلان ، وحتى اذا قرر الناقد لهذه الدعوات احسان الظن وحملها على محمل حسن ، فمن المنطقي ان يطالب اصحاب هذه الدعوة الى تقديم بديل ، هؤلاء المناهضون للانتخابات ما هو بديلهم للحكم والسلطة وادارة شؤون المجتمع ، هل ان البديل هو العودة الدكتاتورية ؟ ، ام هو تفجير الفوضى والدخول الى نفق مظلم لا يعرف احدا نهايته ؟ ، ام هي دعوة موجهة الى كل دول العالم لكي تتدخل في شؤون العراق ؟ ، اذا كان دعاة المقاطعة والتأجيل يفعلون ذلك بسبب شعورهم باليأس من تجربة الاعوام السابقة فعليهم اعادة حساباتهم ، والنظر الى اجراء الانتخابات على انه يمثل استمرار التجربة الديمقراطية التي مازالت متعثرة ، ومازالت تعاني من امراض خطيرة لكنها حتما ستتعافى ذات يوم ، وتكون الاداة الاصلاحية الاكثر فعالية لتصحيح وضع البلاد والعباد.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال