حسن المياح ||
نحن نتحدث عن منة العقل وإستثمارها صلاحآ ; أو إستغلالها بخبث وتوجيهها فسادآ وإرهابآ، وقتلآ وإضطهادآ، وإجرامآ وإستئثار ذات منحرفة سافلة وضيعة مهانة، وعمالة علمانية دناءة وبيع عقيدة، وتنازل مدني ليبرالي جوكريآ عن وطن، وذيل إتباع وإستحمار وجود خاضع خانع ذليل مساق كالخراف الى مجزرة الذبح والسلخ في الستور والعلن.
الله سبحانه وتعالى وهب العقل للإنسان ليكون الإنسان في أحسن تقويم، والله سسبحانه هو أحسن الخالقين.
والإنسان مخير بين أن يستثمر العقل، لينهج النهج الصالح القويم، ويحقق سلوكه على خط الإستقامة، ويفوز برضا الله تعالى وبالعيش المرفه العزيز الكريم.
وأما أنه يستغل العقل شيطنة معاوية، ومكيافلية رعناء نغله يزيد مستهلكة، في الإنحراف والسقوط، والإجرام والهبوط، ويستمر فسادآ وإساءة من أجل أن يشار اليه، بأنه الداهية المراوغ الذي لا يشق له غبار، وأنه السياسي المحنك المحير الغامض، وأنه القائد الفاتح اللاغي للفساد وهو الفاسد المجرم المنحرف، وأنه المصلح الأكبر الذي يستأثر الذات خداعآ وغشآ، وتمويهآوتزويرآ، على حساب مصلحة الغير، وأنه قائد حملة التغيير وهو الجامد ركودآ على الموبقات والسفالة والإجرام، وأنه حادي ركب الإيمان وهو إبليس الذي يعلم الناس للصلاة المزيفة وهو المتشيطن دخيلة ، وكما هو المعهود منهم غوغائيآ وتصنيمآ، أنه هو وغوغاؤه عن الوطن وسيادته وإستقلاله يدافعون ويضحون . وما الى ذلك من الهمبلات والإلتواءات، والإنحناءات والتعرجات، والملابسات والتلبيسات، والغدور والنازفات، والخداعات والتمويهات، والغشوش والتبريرات.
الذي يستقيم هو الذي يفكر بعقله وينتج الخير مما يفكر فيه، ويثمر الأفكار التي تصلح لبناء وطن وتأسيس دولة، وهو الذي ينحو قدمآ دومآ الى التقدم والشموخ، وهو دائمآ في صلاح فكر وتقويم تفكير، ولم يكن لحظة عالة على غيره في أن يفكر له، ويستلم منه الجاهز دون غربلة، وهو المستحمر المقاد همجآ رعاعآ لما يتظاهرون.
السياسي المؤمن المعتقد الوطني الهميم، الناجح الصالح المستقيم، هو من يستثمر العقل لبناء بلده ~ ولم يطرأ على فكره لحظة أو طرفة عين ~ فسحة عمالة لمنفعة ذات متهورة، أو مصلحة تمرير وتبرير أجندة خارج مما هو الذي فيه من عقل وتفكير وسلوك صالح مبين، أو يكون.
وإلا فهو العميل المنتظم عصابة نهب، والمتحزب مافيا سلب وإجرام وقتل وإرهاب، وأنه المستحمر المأجور تسولآ وخناثة، وهو الوضيع الذي يرخص عنده كل شيء، حتى الكرامة والعرض والشرف، وحتى العقيدة والوطن، لأن المهم عنده أن يملأ الجيب والحقيبة والخزائن، ويورم الحساب في البنك مما ينهب ويغسل الأموال تهريبآ وتحويلآ خارجيآ، وهو العبد المأمور المأجور ضعة وخساسة، وهبوط أخلاق وسقوط سلوك وتصرفات.
وهكذا هم السياسيون الحاكمون العراقيون يعملون ويسلكون، وأنهم الظالمون السارقون، الناهبون العملاء المتسولون.
فأي منهم الصالح ?!
وأي منهم هو الطالح ?!
ـــــــ