جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 



محمد هاشم الحجامي ||


حينما ننظر إلى ظاهرة الإلحاد في مجتمعاتنا وفي غيرها من المجتمعات نجدها تتغذى من فضلات الغلو فهي ابنة غير شرعية له ، وهي مصداق حقيقي لقانون نيوتن ( لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار وعكسه في الاتجاه ).

فالغلو ظاهرة ابتليت بها الأمم جميعاً بلا استثناء فهناك غالى اليهود في عزير وقالوا هو ابن الله وغالى المسيح في عيسى بن مريم وأوصلوه مرتبة الألوهية !! وغالت فرق الاسلام جميعا فالوهابية غالت بالتكفير إلى حد أصبح إطلاق الكفر أسهل من شربة ماء ! ومن مصاديق غلوهم جعلوا ابن تيمية مدار العلم والمعرفة ومخالفة آراءه ابتداع وشرك !!! وغالوا في طاعة الحاكم أو تكفيره وغالت قبلهم المذاهب الإسلامية في من عاصر رسول الله صلى الله عليه وآله فجعلوهم عدولا ، وعدو ذكر مثالب من أخطأ منهم كفر بواح ورد على الله ورسوله!!!

وغالى المعتزلة بالعقل واولوا كل شيء مهما تعاظمة الأدلة على أرادت المعنى الحرفي للنص.

وكان للصوفية باب واسع في الغلو ورفع مقامات الأولياء والضرب بالسكاكين والخرقة وغيرها من أشكال الغلو .

وفي مذهب ال البيت عليهم السلام ظهر الغلو منذ أول أمام من ائمتهم وهو الإمام علي بن ابي طالب فقالوا فيه يوم سألهم عن سبب افطارهم في رمضان هل هم مرضى أم على سفر ؟ فقالوا انت انت ، اي انت الله والعياذ بالله .

ولنصل الى عصر الإمامين الباقر والصادق فجد الى عصر الإمامين الباقر والصادق فنجد غلو ابي الجارود وابي منصور العجلي وليستمر إلى يومنا هذا فوضعت صفات ومنازل للأئمة ما أنزل الله بها من سلطان !! .

من يعتقد أن الغلو ينتج من الجهل وحده فهو واهمٌ ؛ نعم رافعته الجهل واحيانا المنشىء لبعض أشكاله ، لكن الحقيقة أن الجهل باب يفتحه الطامحون في السيطرة على هذا المذهب الإسلامي أو تلك الجماعة فالمذهب الشيعي الذي هو وريث الحق والمعمد بدماء آلاف الشهداء والعلماء والمقموعين عانى ومازال يعاني من الغلو ؛ فالقول بتحريم التطبير لدى علماء الوعي في مدرسة آل البيت قوبل من مدرسة التجهيل بأنه من أهم المستحبات وردوا على القائلين بحرمة شتم الصحابة وزوجات النبي بأنها من أعمال البترية !! وهكذا كلما قالت مدرسة بحرمة بعض الممارسات واجهتنا الأخرى باستحبابها وأنها من اقرب القرابين لله وفي فعلها نصرة للدين وأئمة ال البيت ؛ فهو باب لتبقى السلالات العائلية متسلطة على هذه الأمة المستضعفة وللغلو مصاديق كثيرة طوينا عنها كشحا .

وكان من نتاج هذا الغلو أن انتشر الإلحاد في العالم الإسلامي فالسعودية من أعلى دول العالم الحادا !!! .

وهو بدأ ينخر المجتمع العراقي وسيتحول يوما ما إلى ظاهرة كظاهرة التدين التي نشاهدها اليوم إن لم يوقف بوجهه وتعالج أسبابه والتي ذكرنا بعضا منها في ما تقدم من هذا المقال ونعتقد أنها السبب المهم في نشره ومعها أسباب أخرى غير بعيدة عنها كتصدي أشخاص يحملون صبغة دينية أو مستثمرين الروح الدينية التي يتمتع بها المجتمع العراقي وغيره من أجل الكسب السياسي والاستحواذ على المناصب الحكومية وله عوامل كثيرة ومسببات أكثر فالخوظ فيها متعب وله ثمن باهض لا يجروء الاقتراب منه كثيرون ؛ فسُكِتَ عنه وغُضَّ الطرف .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال