د.مسعود ناجي إدريس ||
يقال إن هناك أحاديث كثيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أنها تشبع الإنسان وتحفزه ولا تترك عذرًا لتركه بالإهمال والتراخي في تنفيذه. قال نبي الرحمة (ص): 《إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له فقيل له: ما المؤمن الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر.》 ( وسائل الشیعة ج ١٦ ص ۱۲۲ ).
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على عكس بعض التعاليم الدينية والأخلاقية الأخرى من الواجبات العامة. هذان الواجبان الأخلاقيان شائعان بطرق مختلفة.( ١١٥ ) وتوضيح لما ذكر:
أولا : يحكم هذا الحكم على جميع المسلمين رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً. هذا يعني أن هذه المهمة لا تخص شخصًا أو مجموعة معينة ؛ بل هو واجب على جميع أفراد المجتمع وهو في الواقع نوع من الإشراف العام والوطني.
ثانیا: هذا الحكم قابل للتطبيق في جميع الأزمنة. أي بمعنى أن بالنظر إلى المستويات والمراحل المختلفة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي مستوى القلب والكلام والعمل، فمن الواضح أنه لا يمكن لأي قوة أن تمنع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القلب في أي وقت. كما أن بعض الفقهاء العظماء كالشيخ الطوسي وصاحب الجواهر ذكروا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعمل هو أن الشخص عليه بعمل الفضائل وترك الرذائل ومن الواضح أن هذه المستوى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن منعه بأية قوة.
ثالثا: إنه قابل للتطبيق على جميع الناس؛ أي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصران على شخص أو أشخاص معينين؛ بل إنه يشمل جميع أفراد المجتمع حتى الحكام والأقوياء، من خلال هذه الفريضة يمكن لأصغر وأضعف أعضاء المجتمع نهي وأمر أكبر وأقوى أعضاء المجتمع.
رابعا : يشمل جميع الأحكام والمسائل الدينية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والثقافية ؛ من القضايا الفردية والثانوية إلى القضايا الاجتماعية والعامة. طبعا في الكتب ذات الصلة بتفصيل شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجدت إن هناك مستوياته المختلفة وكذلك شرحوا طرق التنفيذ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
شرح هذا الحكم هنا هو خارج نطاق مناقشتنا. ما أردنا إظهاره هو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من السمات البارزة في أسلوب الحياة الإسلامي وقد بذل الإسلام والقادة الدينيون قصارى جهدهم لتطبيق هذا السلوك الإسلامي وإضفاء الطابع المؤسسي عليه. الإمام الحسين (ع) ضحى بحياته وكل أقاربه لأداء هذين الفريضتين….
ـــــــ
