جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف يقتلون الحقٌ…بسلاحِ الباطل..!

يقتلون الحقٌ…بسلاحِ الباطل..!

حجم الخط

 

قاسم سلمان العبودي 


في الوقت الذي يُقتل المتظاهرون بالرصاص الحي على بوابة المنطقة الخضراء ، ويسب الحشد الشعبي العراقي الذي دافع عن العملية السياسية بحفظ دماء أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه ، تقوم المجاميع الإرهابية الداعشية بتسلل كبير على اللواء ٤٧ حشد شعبي في منطقة جرف النصر التي تمسك الإرض قطعاته المتواجدة هناك . لا يمكن بأي حال من الأحوال أن لا يكون هناك خيط رفيع يربط بين الحادثين ، وذلك كون المحرك واحد في ساحة الاعتصام ، وفي جرف النصر .

يبدوا أن الإمر صدر من الجهة المختصة بأنهاء الاعتصام ، وتفتيت التواجد الشعبي للمطالبة بأرجاع الأصوات التي سرقت في أكبر عملية تزوير انتخابي في تأريخ العراق الدموي . الجهة العليا صاحبة الإمر في كلتا الحالتين هي السفارة التي وضعت السيناريو الدموي للشعب العراقي ، وقد قادت وأنجحت السيناريو بكل دقة . الأدوات المغفلة حاضرة لقمع الشعب الذي خرج من أجل الحق الانتخابي ، في وقت أنزوت فيه كثير من الأحزاب والتيارات التي كانت تطلق العنان لناطقيها ، بأنتقاء المصطلحات الرنانه التي لا تنطلي ألا على السذج من عوام هذا الشعب الذي لم يرى خيراً من تلك التيارات والإحزاب التي تدعي الإصلاح ، وهيبة الدولة.

الحشد الشعبي الذي يتصدى لتسلل المجاميع الإجرامية في جرف النصر حتى هذه الساعة ، تصفه ألسنة المغرضين والمطبلين بأبشع النعوت والإوصاف التي تترفع الكلمات عن ذكرها .

لقد صدر أمر أنهاء الأعتصام من السفارة التي صرح سفيرها المشؤوم قائلاً ، على الأحزاب الفائزة المضي بتشكيل الحكومة ، حتى وأن لم تصادق المحكمة الإتحادية على نتائج الانتخابات المزورة . مما يعني ضغطاً واضحاً من قبل السفارة الأمريكية بأعتماد النتائج التي باركها بكل وقاحة مجلس الإمن الدولي ، وأيضاً بضغط أمريكي واضح .

ما يحصل اليوم في بغداد ، هو أجهاض للمشروع الوطني الذي ينص على مغادرة القوات الإمريكية المحتلة ، والذي تبنته القوى السياسية العراقية التي تم أستبعادها من الساحة السياسية من خلال مصادرة أصوات ناخبيها ، وجعلها قوى ضعيفة لا تؤثر في القرارات البرلمانية القادمة .

نحن نرى أن على تلك القوى وجمهورها ، أما المضي قدماً في مسألة الاعتصامات المفتوحة ، وتحمل نتائج الاعتداءات التي ستطال الجماهير ، والتي ربما تذهب بالسلم الإهلي الى آتون حرب لا تبقي ولاتذر ، وهو ما تريده أسرائيل وأمريكا ، لأضعاف الشعب العراقي ، وربما تقطيعه لأقاليم متعددة ، وقد جائت رسالة القائد العام للقوات المسلحة كرد واضح على فرصة الجمعة الأخيرة . بمعنى أن أي رفع لسقف المطالب سيواجه بالقمع الحكومي الضاغط على قبول النتائج .

وأما أن تركن تلك القوى الى النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات ، والتسليم للإمر الواقع ، ومن ثم الذهاب الى المعارضة تحت قبة البرلمان في عملية تقويم أداء المؤسسة التشريعية ، وبذلك تفقد الصدارة بتبني القرارات المهمة التي تلامس سيادة العراق وأمنه .

في كلتا الحالتين يجب الحفاظ على الحشد الشعبي ، كون رأس الحشد مطلوباً لأمريكا وأسرائيل بأعتباره المنظومة الأمنية المسلحة القادرة على أبطال المخططات الرامية لأركاع العراق أمام المخططات الصهيونية . الحفاظ على الحشد ، مطلب جماهيري ، كون هناك كثير من الجهات العراقية التي طالبت بحل الحشد الشعبي أو دمجه مع باقي الأجهزة الأمنية ، والذي سيتضرر كثيراً ، وسيفقد بوصلته في حال أنسلخ عن بنائه العقائدي .


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال