جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

حسن المياح 


مهما تعددت تسميات تشكيلات الحكومة في العراق من أغلبية بتنوعاتها ، وأكثرية بتعدداتها ، وإختصاصية بمهنيتها وتمرساتها ، وما الى ذلك من توصيفات ونعوتات شكل حكومة ، فأن النتيجة من كل هذا الشبش الخابط ، وخلط العطار الشابش ، وتجميع طبيب الأعشاب النابش ، والناتج هو المحاصصة المبني على” ما هو لي ، وما هو لك ” فعن أي حكومة وطنية هم كلهم يتحدثون ما دام المبدأ الأساس المتسلط الناجز في التشكيل قائم على أساس غريزة حب الذات المنفلتة المستأثرة المؤكدة المنصبة على الأنا ، ولا شغل لي في الغير..وعن أي مواطنة يتحدثون ، وعلى أي ثروات الشعب العراقي يؤتمنون ، ويحافظون ، ما دام الكل يريد مالاته وحصته ، وليجوع الشعب العراقي ويهلك ، وتعدم حياته ، لأنه لم يتعلم ، ولم يتعاطى ، ولم يمارس فن الإفتراس وإختصاص القضم من الفريسة ، حتى يديم حياته وجودآ هانئآ ،وشبعآ هنيئأ مريئآ ، وسعادة وحبورآ ، على حساب الشعب العراقي ، الذي يتلوى جوعآ ، ويتمطى حسرات ، ويزفر لوعات ، ويستنشق مظالمآ وظلمات حرمان وآفات تهميش وإتهامات إجرامات وإعتداءات وتشويه سمعات المسؤولين السياسيين اللصوص الحرامية الناهبين المتسلطين دكتاتورية حاكمية وإستحواذ ، وإستئثار ذات وإحتكار أنانية.

تشكيات الحكومة على أساس أي أغلبية هي تأكيدات وترسيخات وتوكيدات على توزيعات الحصص وتحديد المالات بمختلف الطرق وتعدد أشكال التسميات وأنواع التوزيعات ، لأن الغاية هي ملأ جيب المسؤول ، وشحن خزينة الحزب الذي اليه ينتمي ، بأي وسيلة ووساطة وطريقة وأسلوب ، ما دام المبدأ المكيافيلي هو الحاكم المتسلط الفارض هيلمانه في التوزيع ، والكل مريدوه ، وموافقوه ، وراغبوه ، ومحكموه ، ومتخذوه إسلوب حراك وممارسة ، لأنه يحقق غايتهم المبتغاة التي عليها يعملون ، ويتنافسون ، ويتعاركون ، وبالأخير يتحاصصون ، ومن بعدها يستقرون. والشعب العراقي بقضه وقضيضه ، وشموله ومجموعه ، وإستيعابه وإستغراقه ، الى حيث ألقت رحلها أم قشعم ، وبالقير وبئس المصير ، والى نار الدنيا قبل جهنم الآخرة التي تصب عليهم عذابآ وفاقآ لما هم عليه من رضوان وسكوت ، وركود وجمود ، وقبول وسمود ، وخضوع وهبود ..وما ضاع حق وراءه مطالب ، مهما كانت التضحيات..وأليس من الجهاد أن يموت الإنسان شهيدآ بالدفاع على عقيدته وإيمانه ، وعرضه ماله ، وكامل حقوقه وأنواع وجوداته ؟!

الشعب الذي لا يعي ، واللانابه ، واللاحي ، واللامريد ، تغشه حسحسة تقليعات تشكيلات وتسميات الحكومة ، ظنآ منه أنه يأكل الفتات بمهانة كرامة ورذالة وجود ؛ وهو الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم ….. ولكنه الإنسان ومجموعه الكتلي البشري قد آثر ، وآثروا ، وقدم وقدموا ، ورضى ورضوا ، أن يكون ويكونوا إرتدادآ بمليء الإرادة وتمام الأختيار أسفل سافلين ، بما إرتضوا به من ظلم وباطل ، وفجور وعقم حقوق ، وما الى ذلك من تضحيات وسلوبات وحرمانات.

كل التشكيلات للحكومة هي غشاشة في بشاشة على أساس هشاشة الوعي الجماهيري ، وهزال التفكير المجتمع المتجمهر على أساس إستقالة العقل عن ممارسة النشاط الإدراكي ” لما هو كائن وما سيكون ” ، وأنها البلادة والغباء ، وفقدان الإحساس الذكي المعتبر ، وغياب الشعور الناضج ، وعلى أساس الإرادة التي شلها الإنسان المواطن هو ذاته الذي يتظاهر ويصرخ مظهر ديكور وتحسين صورة ، أو جالس في بيته ومخدعه الذي يؤيه جبنآ ورعادة ، لا يخرج مع الذي تظاهر ، ويعلن ويطالب بحقوق المواطنة وحرية العيش الكريم الرغيد على شكل مجرد لافتات إعلان ، ويافطات إعلام ، وبمظهر الجبن والقابلية على قبول الإستضعاف والذل والهوان لما يفر ولا يكر ..ولم يصر ويمكث حتى ينال حقوقه..ولو كلفه هذا الأمر التضحيات الجسام والإستشهاد ، وهل هناك حياة بعز وشجاعة ، وشموخ وبطولة ، أرقى من الشهادة ، والإمام البطل الشجاع قائد جموع الأحرار المؤمنين المجاهدين ، وحشود المستضعفين الناهضين الثائرين ، أبو عبدالله الحسين الذي أصر على الشهادة حتى ينال الدرجة العليا في الجنة ، والمرتبة العظمى التي تجعله مع جده رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله درجة وجود إجتماع ، والذي يسقيه ماء الكوثر إرواءآ، رحمة ورضوانآ في جنان خلد الله سبحانه وتعالى؟

وحقك يا شعب العراق الحبيب الكريم المستضعف الخالد الى النوم والراحة والإسترخاء والتمبلية و” الشعلية ” ….. ، السياسيون وحراكهم ، كلهم وجميعه ، غش وخداع ، وتمويه وغدر لك ، مهما كان زيهم الذي يلبسون ، والشكل والصورة التي عليها يتهندمون ويظهرون ، من عقال أو عمامة ، أو أفندية أو دشداشة ، وأنهم وأنه إستئساد — لما يكون الشعب بنات آوى خائفة شاردة ، خاضعة خانعة — لإقتناص الفرائس من ثروات العراق المباحة المتاحة السائبة ، وأنهم وأنه تنمرات وحوش غاضبة مفترسة حاقدة للإستئثار والإستغلال والإحتكار ، والجني والتحصيل ، والنهب للثروات العامة ، والإنطواء عليها حمى جاهلية وإغتصاب إرهاب ، وإنتهاكات مجرمة أنانية سالبة حارمة …… والشعب العراقي في هذه المسرحية “” التراجكوميديا “” هو المتفرج وهو الضحية ، فهو يضحك ملأ شدقيه سرورآ وحبورآ وسعادة بهيمية غافلة … ، لما يشاهد ثرواته المنهوبة توزع على من مثل الإدوار في المسرحية بطولات لصوصية ناهبة ، وهم ( السياسيون اللصوص أنفسهم ) الرابحون كذلك إجرة بطاقات وسعر تذاكر الدخول الى المسرح ، مضافآ الى ما سلبوه منه من حقوقه المشروعة في ثرواته المنهوبة.

ما أتعسه — على الشعب العراقي — من وجود خامل ، وكسل متكامل ، وتصنع متجامل ، وسكوت هامل ، وغباء شامل ، وأنه نهب قاصف قالع ، مفرغ شالع ، كانس منظف خالع ، لا يترك دينارآ عراقيآ في المصارف الصناديق ، ولا دولارآ أميركيآ في البنوك الخزائن.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال