جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف داعش تهدد السلم المجتمعي في ديالى

داعش تهدد السلم المجتمعي في ديالى

حجم الخط

 

يونس الكعبي 


أثارت حادثة قضاء المقدادية في محافظة ديالى وأستشهاد عدد من أبناء قبيلة تميم في قرية الرشادية مخاوف الشارع العراقي من عودة الأحتقان الطائفي من جديد.

ولنتوقف قليلاً عند أبعاد هذه الحادثة وتداعياتها كونها العملية الثانية بهذا الحجم في هذا القضاء بعد أن سبقته حادثة أستهداف الشيخ علي فضالة أحد شيوخ قبيلة كعب في نفس المنطقة، والأسلوب الذي تستخدمه عصابات داعش في هذه الفترة الحرجة من حيث التوقيت القصد وراءه إذكاء نار الفتنة الطائفية من جديد وعودة الأقتتال الطائفي بين أبناء المنطقة الواحدة لتكون عصابات داعش متنفذة وتستطيع التحرك بسهولة في ظل هذا الأحتراب.

ويأتي توقيت هذا الأستهداف في وقتٍ الصراعات السياسية بين الأطراف المختلفة على نتائج الأنتخابات على أشدها ، وهناك تنافس سياسي حتى بين أبناء المكون الواحد.

ولا يمكن أعتبار ما حدث في قضاء المقدادية خرقاً أمنياً بقدر ما هو أستهداف لمدنيين عزل ومحاولة لجر المنطقة والقرى المحيطة بها الى أقتتال طائفي تستطيع من خلاله عصابات داعش تجنيد مقاتلين في صفوفها ، وأيضاً ضرب تواجد أبناء الحشد الشعبي في محافظة ديالى مستغلين بذلك الدعاية المضادة التي يقوم بها البعض ضد الحشد الشعبي ، وحتى محاولة البعض تحميل قطعات الحشد الشعبي في المحافظة مسؤولية ما حدث رغم أن المنطقة التي وقع فيها الحادث لا تقع ضمن مسؤولية الحشد الشعبي.

النقطة الأخرى وهي الأهم هي وجود النزعة الطائفية في نفوس بعض السكان المحليين ، أي أن السلم المجتمعي غير مكتمل في تلك المناطق ، ولازالت جروح وآثار عصابات داعش الطائفية مزروعة في نفوس وصدور سكان المنطقة ، وهذا واضح من خلال رد الفعل والهجمات الأخرى التي رافقت أستهداف قضاء المقدادية ، فبالرغم من تبني عصابات داعش مسؤولية الحادث حصلت هناك حوادث أنتقام وتهجير على أساس طائفي ، وكذلك توجيه أتهامات الى القيادات الأمنية ، وهذا مؤشر خطير على الأجهزة المختصة الوقوف عنده ، فالسلم المجتمعي في تلك المناطق لم يشهد تكاملاً بحيث يستطيع عبور مرحلة عصابات داعش ومنع تواجدها في تلك المناطق ، وعملية أنطلاقها لتنفيذ عدة عمليات في نفس المنطقة دليل على وجود حواضن ومغذيات لهذا التنظيم ، وفي حال إغفال التواجد وعدم مطاردته أستخبارياً وعسكرياً سنشهد هجمات اكثر دموية لها تداعيات أخطر وأقوى وتنعكس آثارها سلباً على أمن المحافظة في وقت أحوج ما نكون فيه الى الأستقرار الأمني والسياسي بانتظار أنعقاد البرلمان الجديد وأنبثاق الحكومة الجديدة.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال