قاسم الغراوي
مابين التيارات السياسية وشخصياتها من جهة والجمهور الشبابي من جهة اخرى هناك فجوة تتسع بفعل عاملين :
الاول : غياب التخطيط لجذب الشباب واحتضانهم وحل مشاكلهم والوقوف الى جانبهم فيما يواجهونه من غربة وطن وعدم الانتماء له وايجاد وسائل كثيرة للعناية بهم .
الثاني : بفعل غياب التخطيط اتسعت الفجوة بدخول القوة الناعمة على الخط التي تقودها الدول التي لاتريد خيرا بالعراق وتحاول ان تسرق عقول شبابنا من خلال التاثير فيهم ولاحظنا الواقع الذي انحرف فيه الحراك التشريني الى مستويات خطيرة من التحدي لاقالة السلطة واسقاط النظام السياسي في العراق والعملية الديمقراطية والمساس بالمرجعية والتجاوز على الحشد الشعبي وقادته .
قادة الكتل شاخت عقولها ولاتستطبع ان تفكر خارج مقر عملها ، وتعتمد فقط على المقربين الذين يبحثون عن المكاسب , ولاتحترم الدراسات والافكار والمقترحات ولاتتقبل رؤيا المحللين والمفكرين الوطنيين ،كما ان جزء من اسباب فشلهم في الانتخابات هي بعدهم عن الحاضنة التي سرقت منهم وتلوثت افكارها وهم الشباب .
لابد ان تعيد هذه الكتل والتيارات السياسية حساباتها وتعيش قياداتها اجواء الواقع مع الشعب وعن قريب لتشاهد ولتشعر ولتتعرف على معاناته ولتدافع عن حقوقه الضائعة .
حب العراق واستقراره واستقلالة والدفاع عنه لن يتحقق بالسلاح فقط ، بل بقاعدة شبابية قوية واعية تؤمن بهذا الطريق ، ولها استعداد للتضحية وهذا لن يتحقق ايضآ مالم يتوفر للشباب حل لجميع مشاكلهم واحتضانهم من خلال بعث رسائل اطمئنان وغرس افكار ايجاببة توعوية ووطنية في عقولهم ومساندتهم حتى يشعروا بقيمة انتمائهم للوطن والدفاع عنه بايمان وقناعة وتضحية .