كندي الزهيري ||
إن غيبة النبي إسماعيل (ع) كانت تتم بهذه الطريقة، إذ انه كان يقطع مسافة ( حوالي ١٠٠كيلو متر) من مدينة “مكة ” إلى الطائف لإحضار الطعام، وكان يغيب خلال هذه الفترة عن أهل مدينة مكة ولم يكن أحد يعرف شيئا عنه، إلى أن يعود. حيث جاء في رواية للإمام الصادق (ع) :
أمر الله عز وجل إبراهيم ( ع) أن يحج ويحج اسماعيل معه، ويسكنه الحرم، فحجا على جمل احمر ،وما معهما إلا جبرئيل، فلما بلغا الحرم قال له جبرئيل : يا إبراهيم انزلا فاغتسلا ( الكافي)..
وعندما يتطرق ( عليه السلام) إلى قضية إعادة بناء بيت الله عز وجل، ويشير في كلامه، إلى أنه بعد أعوام من تلك القضية، قدم ابراهيم (ع) إلى ” مكة ” للقاء ابنه. ويقول الأمام الصادق (ع):
وكانت امرأة موفقة ( الذي وصل إلى الكمال في القليل من السن) ،وخرج إسماعيل(ع) إلى الطائف يمتار لأهله طعاما، فنظرت إلى شيخ شعث فسالها عن حالهم _ فأخبرته بحسن حال فسالها عنه خاصة فأخبرته بحسن الدين، وسألها ممن أنت ؟فقالت: امرأة من حمير. فسار إبراهيم ( ع) ولم يلق إسماعيل ( ع) ، وقد كتب إبراهيم ( ع) كتابا فقال ادفعي هذا إلى بعلك….( كليني، محمد بن يعقوب “الكافي ” طهران، منشورات علمية إسلامية، طبع الرابعة)…
ويرى مؤلف كتاب ( العبقري الحسان في أحوال مولانا صاحب الزمان) مستندا إلى هذين الجزئين من الرواية، ان غيبة النبي إسماعيل (ع) نتجت عن سفره إلى مكة والطائف ، ويقول: إن غيبة إسماعيل عن مكة وذهابه إلى الطائف، تعد من اجلى واوضح غيبات الحجج، وبديهي انه لا فرق بين المدة القصيرة و الطويلة في غيبة الحجة…