جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

الشيخ محمد الربيعي 


[ وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ]

كلمة اعجبتني و انا أقرأها ، كانت مكتوبة على احد المواد التي تباع في الاسواق المحلية ( غير مخصص للبيع ) ، و كانت هذه المادة مما يجب ان تعطى للمواطن ضمن المواد المخصصة له في البطاقة التموينية ، و لكن العجيب ان هذه المادة الغير مخصصة للبيع ، و التي هي من استحقاق المواطن الفقير ، تجدها في الأسواق تباع تجارتا ، و تخلوا المادة من دار المواطن ، دون رقيب و حسيب .

محل الشاهد :

العبارة بقت في الذهن و كان من ضمن مصاديقها ايضا ، و الذي هو يعتبر الاهم لدى الانسان العاقل المؤمن الرشيد، و الاولى الذي فعلا غير مخصص للبيع ذلك هو ( الدين و الوطن ) هذه الحقيقة التي يجب ان يدركها كل كائن حي .

سؤال الذي يفرض نفسه : هل ممكن لشخص من دون الدين يكون محبا لوطنه ومخلصا له ولافراد امته ؟

فكرنا و تأملنا كثيرا بالجواب و بحسب الاستقراء و متابعة بعض الاحداث قديما وحاضرا ، و جدنا ان صاحب الدين الحقيقي اكثر اخلاصا و ثباتا لحب و طنه و لن يبيعه او يفكر اصلا ببيعه .

و السبب هو ان حب الوطن و الولاء له يحتاج ، من الشخص الوفاء ، و الاخلاص و الامانة ، و الموت في سبيله ، و سياسة العدل و الحكمة ، و كل ذلك تجده في صاحب الدين الذي تيقن ان [ حب الاوطان من الدين ] .

ان الدين الحقيقي هو من كان عاشقا لكل قيم الرجولة ، و التي كانت متصفة بالقيم الاخلاقية و الملتزمة بالاحكام الشرعية من اجل الدفاع عن الدين و العرض و المال ، و كلها بمجموعها محورها المكان و نقطة الاستقرار المتمثلة بالوطن .

فالوطن هو يمثل الدار الكبير الذي حوى الشرف و المال و الكرامة و كل شيء ، فكان الدفاع عنه سياسيا و عسكريا و اجبا ، لان بوجود معناه وجود ديمومة المدافعين عن رسالة السماء .

اليوم يجب على من ابتعدوا عن القيم الاسلامية و يدعون في ذات الوقت الوطنية ، مراجعة تلك الوطنية التي قد يتخلوا عنها لابسط الامور الدنيوية التي تعرض عليهم فان [ حب الدنيا راس كل خطيئة ] ، و عديم الدين كثيرا ما يكون ميالا الى الدنيا و همة المنصب و الجاه و احيانا يكون اعمى و ان كان الثمن هو ان يكون عميلا للمحتل .

ان الدين و الوطن لم يتم تخصيصهما للبيع و يجب كل تصرف ندعي انه منبثق من الوطنية و حب الوطن ، ان يكون معروض على الشريعة الاسلامية التي هي من كانت الداعمة و المحافظة عن الوطن ، عندما شرعت الجهاد و اعتبرته من فروعها و دعت القائمين على سلطة الحكم بالعدالة و الاستقامة و حفظ حقوق الرعية .


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال