د.عطور الموسوي ||
عبارة رددناها ونرددها حبا وشوقا له.. مهدي الامة ومنقذها من الظلم الضلالة ..
تعلمت منذ الصغر ان أضع يدي على رأسي اجلالا واحتراما..وتعلمت انه سلام الله عليه يحضر عند ذكره عندما سمعت عمتي رحمها الله تردد عن كل امر مهول :”خطف المهدي”.. كنت اشعر بهيبته وحضوره وانا بنت بضعة أعوام.. وحرصنا على زيارة الامام الحسين ليلة مولده هي متميزة عن غيرها بوجود الفرح والحلوى وتباشير الوجوه الزائرة ..
كبرنا وبدأنا نستشعر أيادٍ أثيمة تنغص فرحتنا وأهلينا في هذه المناسبة وغيرها..
وصارت زيارتنا البهيجة تتعرض لعراقيل كبيرة ومفتعلة.. وطريق كربلاء السالك صار أشبه بأحجية المتاهات، تارة تجنبا لسيطرات ازلام امن صدام واخرى ان الحكومة تتعمد اعمال تصليح وتحويلات مؤقتة للطريق فضلا عن بث شائعات كثيرة منها ان الحكومة تراقب كل زائر وأنه يقع تحت طائلة الاعتقال، ولم يثني هذا وغيره الموالين المخلصين واستمروا بإحياء ذكرى الخامس عشر من شعبان ليلة ويوما.
مدينة كربلاء تفتقر لأي خدمات للزائرين وتتعمد الحكومة قطع الماء او عالاقل جعله شحيحا يصعب على الزائرين حتى الوضوء.. إذ نبيت ليلنا صلاة وذكرا قبالة مرقد الامام الحسين مفترشين الارض بعد ان نفطر من صيام ثاني الايام البيض ونتوجه لاعمال ليلة النصف وحتى أذان الفجر .. ومن ثم نعد الى بغداد وقد نوينا صيام يوم النصف منه.
نعم ذلك التواجد الكبير كان يرعب النظام المستبد، مع ان العمل عبادي بحت، الا انهم يخشون عبارة اللهم عجل فرجه واملأ به الارض عدلا بعد ما ملئت جورا .. هم الجائرون الذين قمعوا الزوّار وسجنوهم لمجرد اعلاء الصوت بالصلاة على محمد واله، واطلقوا النار عليهم عندما احتموا بالمرقد الشريف أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة، ولم يراعوا اي فئة عمرية منهم ودنسوا حرمة الضريح بإراقة دمائهم وأزهقوا أرواحهم البريئة وتراكت الجثامين ولم يسمحوا بدفنها عندما حاصروهم لأيام عديدة.
لم تزل ماثلة للعيان آثار رصاصات غدرهم على جدران حضرتَي الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام، وقد تحولت بقع الدماء الى وشم دائم في أرضيته المرمر .. وشما احمرا قانٍ، لم يفلح خدم الحضرة الشريفة من ازالته بتكرار الغسل واقوى مزيلات الالوان ..وظل شاهدا للاجيال على جرائم صدام المقبور ومن أعانه.
ولم يزل نداء التعجيل بالفرج نداءا مقلقا لكل ظالم، ومبهجا لكل مظلوم حيث ترتدي الارض حلة خضراء عند ظهوره الشريف، وتنعم البشرية بالرخاء ويعيش الناس بشرا كما خلقهم الله تعالى خليفة له .
ويقتلع جذور الظالمين وحينها نردد الحمد لله رب العالمين، جعلنا الله وإياكم ممن يعمل تحت إمرته ويمكن في دولته ويستشهد تحت رايته.
السبت 15 شعبان 1443
19 نيسان 2022