جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

مازن البعيجي ||


ما أروع فلسفة الأسعار؟ وهي نظرية تقييم الأشياء وتحديد سعرا لها يناسب قيمتها الفعلية ونوع تأثيرها، وما تمايز تلك الأسعار واختلافها إلا نوع أخبار على ندرة وغلاء ثمن ذا وذاك من الأشياء والمواقف، فمثلا الذهب معدن وجد بين ثنايا الحجر والتراب، ولكن الندرة والكلفة الباهضة لاستخراجه وايصاله إلى “ذهب خالص” هو الذي رفع سعره والقيمة السوقية له بيعا وشراء.

ولذا كان هذا المعدن المثمن هو أيقونة ضرب الأمثال في من كان موقفه، وشخصه وتأثيره، على كل بعد نادر وشحيح امثاله، فقد قيل في مثل علي بن أبي طالب عليه السلام الذي تفرّد في كل شيء إيمانه، عدله، شجاعته، مروءته، وهكذا قيل فيه..

علي الذهب والدر المصفى

وباقي الناس كلهم تراب.

لموقفه من الحق، وصلابته في الحق، ورفضه المغريات الكثيرة لأجل الحق وهكذا.

وفي المقابل هناك من لا قيمة فعليه له ولا تستأنس “نظرية الأسعار” وتقييم الأشياء المثمن من غيره به! لأن الرصيد القيّمي “صفر” بالضبط كالشيك بلا رصيد يتورط حامله أمام القضاء والشرطة، لأنه نوع فساد عن السياق القانوني الذي يحمي الفرد والمجتمع، بل والقيمة الفعلية والواقعية لا علاقة لها بالمظهر البراق والشعارات ولو كانت رنانة قد زينها من يصدرها للعامة على أنها ذا قيمة! لأن حدودها عند بائع الذهب ليعرفها ذهبا حقيقيا أو شبه ذهب لا يساوي شيء!

وهكذا مواقف الرجال الرجال، عن مواقف أشباه الرجال المصطنعين لمجدهم من الكذب والتناقض وخداع من حولهم، فعلي قيمة وسعر ومعاوية قيمة وسعر مغاير! وعمر خان رئيس وزراء الباكستان سعر وقيمة عليا لرفضه الشيطان أمريكا، ونقيضه من قَبَلَ بمشروعا سعر وقيمة منخفضة! كذلك من ينحر ويجوع شعبه من تجار الموت ورفع الأسعار على الفقراء مع علمه بحالهم له قيمة وسعر عن آخر يفعل المستحيل ومع الأخطار من أجل رفع الحيف عنهم وإبعاد الذل والهوان عنهم والشلامچة مثال!!!


“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”

مقال آخر دمتم بنصر ..

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال