حازم أحمد فضالة ||
استقالت الكتلة الصدرية استقالةً جماعية من مجلس النواب، والإطار التنسيقي استوعب الحدث هذا، ولم يُدْلِ دلوه في بيان؛ إلا في اليوم الثاني: 13-حزيران-2022، وكانت خلاصة البيان المقتضب هي: (… وكان الاطار التنسيقي يأمل ان يمضي مع جميع القوى السياسية لكنه يحترم قرار الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب. يؤكد الاطار مواصلته العمل مع الجميع بما يضمن مشاركة واسعة… )
تباينت الآراء في تقويم خطاب الإطار التنسيقي، بين مؤيِّد ومخالف لها، ومن أجل ذلك نقدم قراءتنا الآتية:
1- يتمتع الإطار التنسيقي بثلاث قوى داخلية فاعلة، وهي:
أولًا: النواب.
ثانيًا: تنسيقية المقاومة.
ثالثًا: جمهور الإطار التنسيقي والمقاومة، (وخطاب الجمهور غير الخطاب الرسمي للقوة السياسية النيابية وقيادتها)، فيجب التمييز، وكلٌّ له أدواته.
وهذه القوى، منسجمة في العمل بين تسخين المحركات على الساحة، وتبريدها؛ فالعمل السياسي يتطلب بالضرورة قوة ضاغطة ساخنة، توازيها قوة دبلوماسية باردة، لأنَّ القوة الضاغطة تهيئ القنوات لعمل القوة الدبلوماسية.
2- الذي يطالب أن يكون خطاب الإطار التنسيقي، وتنسيقية المقاومة من لون واحد؛ فهو يبتعد عن الصواب، فالخطاب يتطلب وجود مساحة للتباين والاختلاف، والتصعيد، والدبلوماسية، مع ضرورة أن يكون الاحتراف هو الحاكم على هذه العملية.
3- الذين يطالبون الإطار التنسيقي، أن لا يترك الكتلة الصدرية، ويتمسك بها خطابيًا، ويرون أنه يتسرع بتصرفاته ومخرجات بيانه… هؤلاء الكرام يتعاملون مع المسألة تعاملًا لحظيًّا عاطفيًا (عن نِيَّة حسنة)، لكنهم يحملون الإطار التنسيقي ما لا يحتمل، ويقوِّلونه ما لم يقل!
4- الذين يتحدثون الآن باستغراب، ومخاوف، وطرح إشكال أخلاقي أو سياسي؛ عن كيفية تحالف الإطار التنسيقي مع الحلبوسي وبارزاني، بعد أن كان الإطار التنسيقي يعدُّهما من الخونة أو شيء من هذا المستوى… هؤلاء الكرام كذلك ابتعدوا عن أصل مسار القراءة، إلى القراءة اللحظية العاطفية والإعلام المعروض!
ما هي ثوابت الإطار التنسيقي؟
1- الإطار التنسيقي وضع أساسًا ذهبيًا ومعيارًا، لبدء عملية سياسية ناجحة في تشكيل الحكومة، وهو: (تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددًا)؛ فهذه أولًا (بالضرورة)، ومِن ثَمَّ يأتي بعدها ثانيًا وثالثًا… إلخ
2- الإطار التنسيقي لم يتكلم عن إقصاء أي طرف في العملية السياسية، وكانت مبادرته بيِّنة للأطراف جميعًا وهي: (تشكيل حكومة توافق، أو اتفاق) تشمل القوى السياسية كلها؛ فمتى الإطار التنسيقي فرض حظرًا على الحلبوسي وبارزاني؟!
3- قادة الإطار التنسيقي قالوا إنَّ التحالف الثلاثي لديه (مشروع خارجي)، وهذا المشروع يضر العراق، وعليهم التخلي عن هذا المشروع لنعمل معًا، أي: (الحظر كان على المشروع الخارجي، وليس على نواب الثلاثي وأحزابه).
الخاتمة:
الذين يريدون من الإطار التنسيقي مواصلة التعامل مع الكتلة الصدرية، خطابًا أو عملًا ومفاوضات، دون مراعاة الثابت الأول: (الكتلة النيابية الأكثر عددًا)؛ نقول لهم:
1- هل تقبل الكتلة الصدرية أن تكون هي والإطار التنسيقي (الكتلة النيابية الأكثر عددًا) بناءً على المادة (76-أولًا) من الدستور؟ لأنَّ الإطار التنسيقي وتنسيقية المقاومة والجمهور؛ لم يفرضوا حظرًا على الكتلة الصدرية!
2- هذا الثابت الأول للإطار التنسيقي، والكتلة الصدرية ترفض هذا الثابت، والإطار التنسيقي لا يستطيع تقبيل الأيدي والأرجل!
3- إن كانت لكم أنتم القدرة على إقناع الكتلة الصدرية بتحقيق هذا الثابت؛ فتفضلوا معزَّزين مكرمين؛ أما إن لم تستطيعوا ذلك -ولن تستطيعوا- فلا تطلبوا من الإطار التنسيقي أن يضيِّع حق الشيعة؛ مثل حكومة انتخابات (2018) المشؤومة وما بعدها.